الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات
إمام الجماعة والناس
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم

أكثر من يرتبط بالناس ويحتك بهم بشكل يومي ودائم من بين علماء الدين هو إمام الجماعة، كونه يؤم الناس يوميا في المسجد ولأكثر من مرة، ويتقدم إليه المصلون على اختلافهم بعد انتهاء الصلاة بالأسئلة والاستفسارات، ويعرضون عليه مشاكلهم وهمومهم، ويزفون شجونهم.. وبالتالي أمام هذا الاستحقاق اليومي ينبغي أن يتحلى إمام الجماعة بعدة خصائص، من أهمها:

1 ـ الرأفة والمحبة
من جملة الخصائص والصفات التي ينبغي أن يتحلى بها إمام الجماعة محبة الناس والرأفة بهم والتعامل معهم بليونة وعطف. ومن هنا يعتبر العارف الكبير الملكي التبريزي أن الإمام الطاهر القلب والمهذب النفس لا بد سيكون محبوباً لدى الناس وهو بدوره سيكون عطوفاً رؤفاً محباً للناس. ويترتب على ذلك أن يكون قلبه وقلوب المؤمنين المقتدين به على قدر عالٍ من الصفاء وبالتالي يكون اجتماعهم إلهياً طبق ما يريد الله تعالى1.

وتساهم محبة الناس واحترامهم في جذب قلوب المشتاقين إلى المساجد وصلاة الجماعة بينما يلعب التصرف المعاكس دوراً سلبياً في ابتعاد الناس عن المساجد وصلاة الجماعة.

فينبغي على أئمة الجماعة أن يمارسوا التبليغ من خلال سلوكهم وأقوالهم وتصرفاتهم اللينة والهادئة حيث يعتقد الإمام الراحل (رحمه الله): "إن على أئمة الجمعة والجماعة وعلماء الدين المحترمين أن يعلموا أن لهم مكانة الأب لدى هذا الشعب، ويجب أن تكون لهم سمة الأبوة للناس، ويجب أن يكون تعاملهم مع الناس أبوياً"2.

2 ـ المقبولية لدى الناس
ينبغي على إمام الجمعة أن يطمئن إلى رأي الناس الايجابي في القيام بواجبه وينبغي أن يكون إمام أشخاص يقبلون به، يتحدث العالم الإلهي الفيض الكاشاني حول هذا الأمر ويعتبر أن إمام الجماعة لا ينبغي ان يكون إماماً لأشخاص يبغضونه ولا يحبونه وإذا اختلفوا فيه كان رأي الأكثرية معتبراً. وأكد أن الإمام ينبغي أن لا يكون إماماً بالقوة والقهر ليجبر الناس على الاقتداء به. وينبغي أن يقبل إمامة الصلاة بعد تحصيل رضا الناس وذلك أقرب للتقوى وللمصلحة.

3 ـ الابتعاد عن الحسد والعداوة
لا يجب أن يكون بين الإمام والمأموم أي نوع من الاختلاف والعداوة والحسد. يتحدث العارف المرحوم الملكي التبريزي حول هذا الأمر ويعتبر أن الجماعة التي يغلب عليها الخلاف والعداوة ومحاولة كل فرد الاساءة إلى الآخر والحسد في الأمور المتداولة بينهم فلا أظن وجود نور وصفاء بين هؤلاء بالأخص إذا كان الاختلاف بين الإمام والمأموم، ولا أظن أن سيطون لهذا المجموع أي فضيلة عند الله تعالى، لأن الأمر الهام في العبادات أنها تترك آثاراً ايجابية في القلوب فتجعله نورانياً، والعبادة التي لا تترك أثراً في القلب ستكون مساوية للعدم3.

4 ـ العلم والمعرفة
إمام الجماعة هو شفيع الناس وهاديهم فعليهم الدقة في الشخص الذي سيجعلونه شفيعاً لهم. هناك العديد من الفضائل التي ينبغي أن يتحلى بها من جملة ذلك امتلاكه العلم والمعرفة. وعلى هذا الأساس يوصي آية الله الملكي التبريزي (رحمه الله) المأموم بالدقة في أن يكون القلب صافياً مع إمام الجماعة والمأمومين الآخرين حيث ذكرت الروايات أنه شفيع لك وعليك الدقة في اختيار الشفيع. ويتابع بان المقصود من العالم هنا هو العالم بالله وكتابه وسنة نبيه وما يتوقف عليه صحة الصلاة من المقدمات والأمور الأخرى وهو أيضاً عالم بكيفية تطهير القلب وتزكية النفس4...

من هنا يجب القول بأن على إمام الجماعة أن يبذل جهوده في أن يكون عالماً بالعلوم الإلهية والدينية بمقدار استطاعته، وأن يكون قادراً على تربية النفوس أخلاقياً.

5 ـ رعاية حال الناس
من جملة الأمور التي ينبغي على إمام الجماعة مراعاتها والاهتمام بها، رعاية حال الناس بالأخص الضعفاء والكبار في السن. من هنا يوصي العلامة الفيض الكاشاني (رحمه الله) إمام الجماعة برعاية حال أضعف المأمومين في الصلاة. وكذلك عليه أن لا ينتهي من الصلاة إلا بعد أن يلحق به المتأخرون5.

طبعاً هذه المسائل غير مخصوصة بالمسنين والمرضى بل تشتمل الشباب والذين لا يأنسون كثيراً بصلاة الجماعة والذين قد يتركون المسجد إذا ما امتدت الصلاة لوقت طويل.

يقول الإمام علي عليه السلام في عهده لمالك الأشتر: "وإذا أقمت في صلاتك للناس فلا تكونن منفراً ولا مضيعاً، فإن في الناس من به العلة وله الحاجة. وقد سألت رسول الله (ص) حين وجهني إلى اليمن كيف أصلي بهم فقال: صل بهم كصلاة أضعفهم وكن بالمؤمنين رحيماً"6.

* رحيم كاركر


1- أسرار الصلاة، ص396.
2- الإمام في متراس الصلاة، ص154.
3- أسرار الصلاة، ص396.
4- المصدر نفسه، ص495.
5- المحجة البيضاء، ج2، ص20 ـ 21.
6- نهج البلاغة، الرسالة 53.

31-01-2013 | 03-38 د | 2124 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net