بسم الله الرحمن الرحيم
يوجد لدى الكثير من الكتاب شكليات أو عادات ارتبطت لديهم بالكتابة، فالواحد منهم لا يستطيع أن يكتب إلا إذا تلبّس بها.
فمن الكتّاب من لا يستطيع أن يكتب إلا في مكان معين، ومنهم من يرتاح للكتابة بلون معين، أو على ورق محدد. ومنهم من لا يستطيع أن يكتب إلا إذا قام ببعض الأعمال، كأن يركم عدداً من الكتب حوله، أو أن يمشي قليلاً، أو يشرب الكثير من الشاي، أو نحو ذلك.
كان الطبيب المشهور ابن النفيس إذا أراد التأليف توضع له أقلام مبرية، ويدير وجهه للجدار ويبدأ الكتابة إملاءً من فكره، فإذا حفي القلم رماه وأخذ غيره، وكان يكتب من صدره من غير مراجعة.
وكان أحد العلماء يقسم الليل أثلاثاً: يصلي ثلثه، وينام ثلثه، ويصنف الكتب ثلثه.
ويشير كثير من الخبراء في مجال الكتابة إلى أن هذه الأشياء قد تكون عاملاً ميسرا.
يقول جاك كانفليد صاحب كتاب (مبادئ النجاح)، وغيره من الكتب في تنمية الذات: (لا أستقبل مكالمات هاتفية يومي الثلاثاء والخميس، فهذان اليومان مخصصان للكتابة).
ويقول أحد الروائيين المعروفين: (أخصص ساعات معينة للكتابة، وأكتب كل يوم. أقرأ أو أكتب من الساعة السادسة صباحاً حتى الثانية ظهراً، وإذا توقفت يوماً واحداً تصعب عليّ الكتابة في اليوم التالي).
وكان من عادة الرافعي رحمه الله أن لا يكتب في شهر رمضان.. فلا بد من السكون فيه إلى العبادة وقراءة القرآن..
وعلى كل كاتب أن يراقب نفسه ويتعرف هذه الشكليات أو العادات الكتابية فيراعيها، إذ إن عدم مراعاتها قد يعيق عملية الكتابة أو التفكير وقد يسبب حبسة الكتابة.
د. راشط العبد الكريم - بتصرّف