نلفت عناية القرّاء الأعزاء أنه وبمناسبة حلول شهر محرم الحرام ستكون مواضيع هذا الباب خاصة في قضية الإمام الحسين عليه السلام وبركة ولادته وشهادته.على أن نعاود نشر سلسلة حلقات متراس التبليغ المتبقية بعد انتهاء موسم محرم وعاشوراء.
عظم الله أجورنا وأجوركم.
تمهيد
خلق الله تعالى الموجودات وجعل فيها من هو القدوة وجعل من أفراد البشر من يصدق عليهم عنوان الإنسان الكامل. ويمتاز الإنسان الكامل بما يحمله من خصائص وفضائل. ويعتبر الإمام الحسين عليه السلام من أبرز نماذج ومصاديق الإنسان الكامل.
وفيما يلي نشير إلى بعض فضائله عليه السلام: فضائل الإمام عليه السلام في الطفولة وعند الولادة
1 ـ التحدث قبل الولادة وبعد الشهادة
تحدث الإمام الحسين عليه السلام قبل ولادته مع والدته السيدة الزهراء عليه السلام عندما كان لا يزال جنيناً في بطنها. وقد نقلت المسألة عينها حول السيدة الزهراء عليه السلام أيضاً التي تحدثت مع السيدة خديجة عليه السلام عندما كانت حاملاً بها.
ينقل أن رسول الله صلى الله عليه واله دخل يوماً على ابنته فاطمة عليه السلام فوجدها تتحدث مع شخص ولم يكن في المنزل أحد سواها، وعندما سألها عن ذلك، أخبرته أنها تتحدث مع ابنها وهو في بطنها، ثم أخبرته أن الجنين قد أخبرها بأمور محزنة تتعلق بشهادته ومظلوميته وغربته وعطشه.
والإمام الحسين عليه السلام هو الشخص الوحيد الذي تحدث بعد شهادته. كان رأس الإمام عليه السلام على رأس الرمح وكان يتلو الآية المباركة التالية: ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً﴾.
ولعل تلاوة هذه الآية المباركة يشير إلى أن أصحاب الكهف الذين جعلهم الله تعالى عبرة بعد سبات دام لسنوات طويلة، وهكذا تكون شهادة الإمام وبقاء الدين فيكون ما جرى عنواناً لآية إلهية. وقد تحدث الإمام عليه السلام بعد شهادته بآيات أخرى منها إكمال آيات سورة الكهف حتى الآية 14 والآية 227 من سورة الشعراء والآية 71 من سورة غافر والآية 137 من سورة البقرة.
2 ـ اشتقاق اسم الإمام عليه السلام من اسم الجلالة
ينقل جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه واله قوله: "سمي الحسن حسناً لأن بإحسان الله قامت السماوات والأرضون، واشتق الحسين من الإحسان، وعليُّ والحسن اسمان من أسماء الله تعالى والحسين تصغير الحسن". وجاء في حديث آخر أن اسم الحسين مأخوذ من المحسن وهو من أسماء الله تعالى، وفي الحديث القدسي: "أنا المحسن وهذا الحسين".
محمد مهدي ماندكار- مجلة مبلغان