حلول عملية
إنّ الالتفات إلى ما تقدم من نقاط يدفعنا للقول بأنّ على الحوزة العلمية أن تعمل بشكل جدي على ترويج الكتابة والتعرف على الأدب المعاصر وعليها إيجاد برامج لذلك تبدأ مع الطالب من السنوات الأولى لدراسته ليظهر استعداد أصحاب الأذواق الأدبية فيبادروا إلى العمل والكتابة ومواكبة الأدب المعاصر. ولا يجب أن نغفل عن أهمية إقامة جلسات النقد والتحليل طوال المرحلة الدراسية حيث تضيف إلى المستعدين قدرةً واستعداداً أكبر.
وينبغي إعداد الظروف المناسبة لترويج الكتابة على أساس أن الكتابة تحتاج وقبل كل شيء إلى التمرين والتكرار أكثر من حاجتها إلى المسائل النظرية، وهنا نشير إلى بعض النقاط العملية في هذا الخصوص:
ألف ـ القراءة:
الكتابة تفرض على الشخص أن لا يدع القراءة والمطالعة، وأن لا يبتعد عنها. وهذا يعني أن على الكاتب أن يضاعف مخزونه من الكلمات والعبارات الجديدة حيث يساهم هذا الأمر في مواكبة العصر الجديد.
ب ـ الاستماع:
كما تحتاج الكتابة إلى المطالعة فهي تتطلب الاستماع إلى ما يقرأ من آثار أدبية وتعابير وألفاظ ومفاهيم محببة لدى القلب ليحصل الأنس بها وبالتالي ليمكن استعمالها في الآثار التي نكتبها.ومن المناسب هنا الاستماع إلى البرامج الأدبية التي تبث عبر الإذاعة والتلفزيون وكذلك الخطب والمواعظ الجذابة.
ج ـ الكتابة:
ما تحدثنا عنه عبارة عن مقدمة للكتابة، فالكتابة هي ثمرة المطالعة والاستماع. وأما أن يصبح الشخص كاتباً من الدرجة الأولى فهذا يحتاج إلى كتابة وتمرين. هناك الكثير من الأشخاص الذين يتقنون قواعد اللغة لا بل والبعض يدرسها إلا أنه عاجز عن كتابة نص أدبي. والسبب في ذلك أن هذا الشخص لا يعير الكتابة الأهمية المطلوبة.
وعندما يأخذ الشخص القلم لأول مرة فمن الصعب جداً أن يعبر عما في ضميره بأسلوب أدبي جذاب ولكن ذلك يصبح سهلاً مع التكرار والتمرين.
الخطوة الأولى: قبل أن يمسك الكاتب عليه أن يوجه عدة أسئلة إلى نفسه ثم يعمل على تقديم إجابات لها، والأسئلة هي:
الأول: ماذا أكتب؟ وهذا يدفعه إلى معرفة الموضوع بشكل جيد.
الثاني: لماذا أكتب؟ حيث يتضح له سبب الكتابة وهذا يجعل الدافع للكتابة عنده قوياً.
الثالث: لمن أكتب؟ وهنا يتمكن الكاتب من تحديد مخاطبه، فيكتب بناءً على حاجته.
الرابع: كيف أكتب؟ هنا يحدد الكاتب الاطار الخاص بما يكتبه، فيقرر أي القوالب أكثر تناسباً لتقديم معلوماته.
الخامس: ما هي الظروف والأوضاع التي سأكتب بها؟ وهنا يلتفت الكاتب إلى الموقع الذي يعيش فيه ويأخذ بعين الاعتبار الظروف الخاصة بالبيئة المحيطة به 1.
مجلة مبلغان
1-لمزيد من المعلومات راجع كتاب على شاطئ الكلام، السيد أبو القاسم حسيني