بسم الله الرحمن الرحيم

الواضح أن عظماء الدين قد أوصوا المسلمين بالنظم في العمل والترتيب والتنظيم في المواد الأولية للخطاب والمطالب الدراسية. يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: "أحسن الكلام ما زانه حسن النظام وفهمه الخاص والعام"¹.

بناءً على ما تقدم ينبغي رعاية النظم في جميع أعمالنا ومن جملة ذلك التعلم والتعليم. ومن هنا يقول الإمام الخميني بأن عبارة "نظمنا في عدم انتظامنا، هي وسواس شيطاني. ويقول الإمام القائد الخامنئي - مد ظله العالي - لقد أحسن من قال "يجب اتقان جميع أساليب البيان والتنظيم والتدوين لنقل كلام دين الله بما يتناسب مع مختلف المستمعين".

وعلى هذا الأساس فإذا أردنا امتلاك تعليم صحيح وتدريس جذاب، لا بد لنا من امتلاك نظم خاص في أسلوبنا. يجب أن نقدم المواد الدراسية والمحتوى التعليمي لكل علم وكل درس بشكل منظم.

يقول الأستاذ الشهيد مطهري في هذا الخصوص: "يعمد جميع أرباب العلوم إلى تقسيم مسائل علومهم إلى نحو من الأنحاء. مثال ذلك يقسم المناطقة مسائل المنطق إلى قسمين التصور والتصديق، ويقسم الحكماء الإلهيون الحكمة الإلهية إلى الأمور العامة والإلهيات بالمعنى الأخص ويقسم الأصوليون علم الأصول إلى الأصول اللفظية والأصول العقلية"².

ويقول ديكارت: "إن كل مشكلة كانت تواجهني أثناء المطالعة كنت أعمد إلى تجزئتها وتقسيمها إلى ما استطعت بغية تسهيلها"³.

ويعتقد علماء النفس أن المطالب المنظمة والمقسمة أفضل في التعليم من المطالب غير المنظمة حيث ترتكز الأولى في ذهن الإنسان.

من هنا كان النظ والتقسيم من الأمور الهامة والمؤثرة في فهم وتفهيم الدروس بالأخص درس الأحكام، لا بل يضفي ذلك على الدرس جاذبية وموفقية.

يقول أحد طلاب الإمام الخميني(قده): "كان الإمام يقدم درسه بشكل منظم حيث إن تقسيم المطالب يساعد في فهم أفضل وأسرع"⁴.

ويقول أحد طلاب الأستاذ الشهيد مطهري(قده): "كان متبحراً في تنظيم وتقسيم شكل الدرس. ولعلني لم أرَ أحداً مثله في هذا الخصوص"⁵.

وأعرف أستاذاً كان شديد الاهتمام بتنظيم الدرس قبل إلقائه، وكان هذا الأمر عاملاً أساسياً في موفقيته.

* مهدي فاطمي‏ - بتصرّف يسير

^{1- معجم ألفاظ غرر الحكم ودرر الكلم، مصطفى درايتي، الطبعة الأولى، قم، مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية مكتب الإعلام الإسلامي، 1413، ص‏464.
2- التعرف على العلوم الإسلامية، الشهيد الأستاذ مرتضى مطهري، ج‏3، الطبعة الثالثة عشر، قم، انتشارات صدرا، 1374، ص 153.
3- فصلية "فقه أهل البيت (عليهم السلام)"، خريف 1374، ص‏241.
4- مجلة "الحوزة"، العدد 32، ص‏89.
5- مظاهر المعلم في الأستاذ مطهري، مجموعة من المؤلفين الطبعة الرابعة، طهران، انتشارات مدرسة، 1307، ص‏96.}