بسم الله الرحمن الرحيم
قدم العالم التقي الشيخ عباس القمس بعض الوصايا الأخلاقية توجه بها إلى المبلغين1:
ينبغي على أهل المنبر وقارئي العزاء أن يذكروا بعض الأمور التي تجعلهم من كبار
الذين يحيون شعائر الله تعالى ليوفقوا في إرشاد وهداية عباد الله، ومن جملة هذه
الأمور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد جاء عن نبي الإسلام (ص): "إذا ظهرت
البدع في أمتي فليظهر العالم علمه وإلا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"2.
وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة بدأها بحمد الله تعالى والثناء عليه:
" أما بعد فإنه إنما هلك من كان قبلكم حيث ما عملوا من المعاصي ولم ينههم الربانيون
والأحبار عن ذلك وإنهم لما تمادوا في المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار عن ذلك
نزلت بهم العقوبات. فأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر واعلموا أن الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر لم يقربا أجلا ولم يقطعا رزقا، إن الأمر ينزل من السماء إلى الأرض
كقطر المطر إلى كل نفس بما قدر الله لها من زيادة أو نقصان"3.
وقيل حول آية الله الحاج الميرزا علي الشيرازي: "كان يطبق الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر من خلال الموعظة وارتقاء المنبر. وكان هذا الأسلوب يؤدي إلى معرفة الناس
وبشكل مباشر بالمنكر والمعروف. وأما الذي يمكنه نقل المجتمع نحو المعروف فهو الذي
ذاب في المعروف ولم يظهر أي تكلف.
كان يشاهد الأفراد تواجههم آلاف المشاكل النفسية التي تتنافى مع كرامتهم وشرفهم ولم
يكن هناك أي دواء ناجع لذلك سوى الموعظة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). لذلك
كان يعتبر هذا البرنامج ضرورياً للناس إلى جانب أعمالهم الأخرى. وكان يعتبر أن
الكلام النابع من القلب المضيء بنور الإيمان وصفاء المعنويات، هو الذي يمكنه اخراج
الأفراد من أنانيتهم والتي هي أصل كافة الرذائل"4.
* رحيم كاركر- بتصرّف
1- مجلة الحوزة، العدد 47، ص91 ـ 92.
2- بحار الأنوار، ج54، ص234.
3- المصدر نفسه، ج97، ص74.
4- الناصح الصالح، ص178.