بسم الله الرحمن الرحيم

معرفة الأدوات:

إن معرفة الأدوات والوسائل في كل صناعة وحرفة هي من أسباب الموفقية فيها. وإذا أدركنا أن عالم اليوم هو عالم التبليغ والاعلام والوسائل الاعلامية الجديدة والمتطورة عند ذلك تصبح ضرورة الاطلاع على تلك الوسائل الجديدة أكثر أهمية. أما الذين لا يرغبون بقبول هذه الحقيقة فهم كالذين يرفضون رؤية ومشاهدة وتصديق وجود الشمس في وسط النهار، وهذا يعني أنهم يرغبون بالبقاء متخلفين عن القافلة.

في هذا الشأن ننقل عبارة عن قائد الثورة الإسلامية العظيم الذي دق ناقوس الخطر القادم وكان من المطلعين على ما يجري في العالم من حولنا، يقول: "إن عالم اليوم هو عالم الأمواج. وإن كافة المفاهيم تنتقل من مكان إلى آخر في هذا العالم بواسطة هذه الأمواج وهذه الآلات. الآن يمكنكم أن تطلعوا على كتاب موجود في أقصى نقطة من الكون، ويمكنكم طباعة الكتاب الموجود في مكتبة الكونغرس الأمريكي في مدة خمس دقائق على الورق. نحن متأخرون عن العالم. فلما نرفض وننكر ذلك. وهذا عيب قطعي يحيط بحوزتنا اليوم"¹.

نعم، اليوم في عصر الاعلام، أصبح العالم أصغر من قرية، بل هو عبارة عن بيت صغير يتمكن افراده من التواصل فيما بينهم بسهولة. أما الضعف الحقيقي الذي يحيط بنا فهو أن نبقى بعيدين عن هذا التقدم الموجود في الكون، فيجب علينا الاطلاع على هذه الأدوات والاستعانة بها قدر المستطاع بما يخدم الأهداف الإلهية المقدسة. وبما أن الحديث حول أدوات الاعلام والتبليغ فمن المناسب أن نلقي نظرة على وسائل اعلام الكيان الصهيوني وأهدافها لنتعرف بشكل دقيق على الأماكن التي تضمن موفقيتنا.

"عقد المؤتمر الأول للصهيونية عام 1897م في مدينة بال في سويسرا وأصدروا بياناً حمل اسم "بروتوكول حكماء الصهيونية". وقد شرحوا في البند الثاني عشر منه كيفية السيطرة على وسائل الاعلام وبالأخص المطبوعات التي كانت أقوى تلك الوسائل في تلك المرحلة. وينص البند الثاني عشر المذكور:
1 ـ يجب أن تخضع كافة القنوات التي توضح الأفكار إلى ارادتنا.
2 ـ يجب أن ينحصر الطبع والنشر بنا فقط.
3 ـ تعتبر المطبوعات والأدب أهم وأقوى القنوات الاعلامية التي يجب أن تصبح تحت سيطرتنا.
4 ـ يجب أن لا يمتلك أعداؤنا أية وسيلة اعلامية كي لا يتمكنوا من توضيح أرائهم وأفكارهم. وفي غير هذا الوضع يجب تضييق الخناق عليهم حتى لا يبقى بمقدورهم الهجوم علينا.
5- يجب أن لا يرسل أي خبر إلى أي مكان إلا بإذن منا. ولذلك يجب السيطرة على القنوت الاعلامية الخبرية والتي عددها قليل في العالم.
في هذه الحال يمكننا أن نرسل الخبر الذي نريد إلى العالم"².

* ف. خسروي

^{1- كلام لسماحته في لقاء طلاب وفضلاء الحوزة العلمية، في قم، صحيفة جمهوري إسلامي، 13/9/1374هـ.ش.
2- كيف تسيطر الصهيونية على وسائل الاعلام في العالم، مجلة "ميراث جاويدان"، العام الأول، العدد1.}