الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات
المبلغ الكفوء
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم

إن قضية التبليغ والاعلام من أهم المسائل في العصر الحاضر. وتبرز هذه الأهمية عند غير المتدينين كوسيلة لتحريف الحقائق والوصول إلى السلطة. وتسعى القوى الظالمة لإظهار مدى ما تتعرض له من ظلم على رغم الجرائم الكبيرة التي ترتكبها بحيث نرى العوام ومن لا اطلاع لديهم يقبلون ويصدقون هذه الدعايات. من هنا نجد نابليون بونابرت يقول: "أخاف من صوت أقلام الصحفيين أكثر مما أخاف من صوت الرصاص"1.

ويقول كارتر (رئيس جمهورية الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق) حول أهمية الاعلام: "إن كل دولار يدفع للاعلام هو أفضل من عشرة دولارات تدفع على التسلح"2.

وبناءً على ما تقدم ينبغي أن يبادر الصالحون والمصلحون إلى امتلاك هذا السلاح لمواجهة ما يمارس من ظلم وتزوير، ولتبليغ أحكام الله تعالى على الأرض.

ومما يؤسف له كما يؤكد الإمام الخميني (قده): "إن قدرتنا الاعلامية ضعيفة وعاجزة"3 ويزداد أسفنا عندما نرى الاستكبار العالمي والصهيونية يعملان بشكل حثيث على امتلاك الوسائل الاعلامية الحديثة والمتطورة.

وهنا لا بد من تقديم عرض سريع لقدرات هذه القوى الاعلامية عله يساهم في عودتنا إلى أنفسنا وفهمنا لما يجري من حولنا، لا بل سنتمكن من خلال هذا العرض من فهم عبارة الإمام (قده) المتقدمة.
ـ ترسل وكالة الأنباء العالمية "اسوشتيدبرس" كل يوم 17 مليون كلمة إلى مختلف أنحاء العالم، وهذه الوكالة هي مركز اعلامي كبير، ومركزها مدينة نيويورك.
ـ ترسل وكالة "يوناتيدبرس" كل يوم 14 مليون كلمة إلى 7 آلاف مشترك في 90 بلداً.
ـ تمتلك وكالة رويتر مكاتباً في 69 بلداً وترسل أخبارها إلى 138 بلداً4.

بالإضافة إلى عدد كبير آخر من وسائل الاعلام التي تغطي أخبارها أنحاء العالم5. من هنا ينبغي على علماء الإسلام والذين يحملون مسؤولية نشر الدين الإلهي أن لا يوفروا جهداً أو امكانية إلا ويصرفوها في هذا الاتجاه.
 
الاحاطة بالمسائل اليومية:

من الأمور التي يفترض على المبلغين الاحاطة بها، الاطلاع الكامل على الحوادث التي تقع في محيطهم، وعلى المبلغ أن يهتم بهذه الحوادث بمقدار استطاعته وأن يبتعد عن أي ضعف وفتور في هذا المجال.

يقول الإمام (قده) في هذا الخصوص: "يجب على المجتهد أن يكون محيطاً بمسائل عصره"6.

ثم إن الاشارة إلى المسألة الآتية لا يخلو من أهمية وهي أن المقصود من الاحاطة، ليس المعرفة الجزئية بالأمور، لأن هذه المعرفة لا تؤدي إلى الاحاطة بل المقصود الربط بين هذه الأحداث التي تجعل الإنسان محيطاً بها، وهذا يعني أن الإنسان يبقى بعيداً عن الشبهات التي تساهم في انحرافه وتجعل منه فرداً يلعب دوراً على مستوى هداية الناس.

ولو عدنا إلى الإمام الخميني (قده) الذي كان يمتلك احاطة ومعرفة بالمسائل المحيطة، لوجدناه يتدخل لمواجهة النظام البهلوي عندما كان يشاهد الإسلام يتعرض للخطر من قبلهم. يقول الإمام في أحد بياناته: "إن محمد رضا وجه ضربة إلى معنويات الأطباء وأهملهم حتى أن المريض بات يسافر إلى الخارج لاجراء عملية بسيطة وكأن هذا الأمر بحد  ذاته خطة لإضعاف معنويات المتخصصين حتى يخلق فيهم التصور بأنهم متخلفون في جميع الأمور"7، فلو لم يكن الإمام (قده) على علم بهذه الأمور لما تمكن من الحديث حول هذه القضايا التفصيلية.

الاستعداد لمواجهة المسائل المستحدثة:

إذا امتلك المبلغ احاطة كاملة حول المسائل المحيطة عند ذلك يمكن مواجهة الشبهات والاشكالات التي تأتي من هنا وهناك وهذا يعني قدرته على تقديم اجابات على هذه الشبهات وايصال المجتمع إلى المكان المقصود.

خاطب الإمام (قده) المبلغين والعلماء قائلاً: "ما لم يكن لعلماء الدين حضوراً فاعلاً في كافة القضايا والمعضلات فليس بوسعهم أن يدركوا بأن الاجتهاد المصطلح غير كافٍ لإدارة المجتمع، وأن الحوزات العلمية وعلماء الدين مطالبون دائماً باستيعاب حركة المجتمع والتنبؤ بمتطلباته واحتياجاته المستقبلية، وأن يكونوا مهيئين لاتخاذ ردود الفعل المناسبة إزاء الأحداث قبل حدوثها. فمن الممكن أن تتغير الأساليب الرائجة لإدارة أمور المجتمع في السنوات القادمة، ونجد المجتمعات البشرية نفسها بحاجة إلى أفكار إسلامية جديدة لايجاد حلول لمشكلاتها. ولهذا ينبغي لعلماء الإسلام الكبار أن يفكروا بذلك من الآن"8.

ومن هنا ندرك أن المبلغ الماهر ومن خلال الاحاطة بالمسائل الحياتية اليومية يتمكن من الوصول إلى بعض المسائل التي لم تظهر بعد أمام الناظرين، وبالتالي فهو يسعى لمواجهتها.

من جهة أخرى يعتبر هذا الأمر واحداً من مسألتين أكد عليهما قائد الثورة خلال لقائه جمعاً من علماء الحوزة العلمية في قم، قال: "عندما كان يقول الأعداء في زمن الشيخ الطوسي: "لا مصنف لكم"، كان الشيخ يندفع من تلقاء نفسه ليلخص أعظم كتاب رجالي وليكتب كتاباً وفهرساً رجالياً آخر... واليوم إذا ادعى أحدهم وقال: "لا فقه لكم" لأمكننا وقبل خروج المدعي من البيت تقديم كتاب محقق ومبسوط حول ذاك العلم. وإذا خرج في يوم الأيام شخص اسمه "محمد بن زكريا الرازي" لينطق بأربع كلمات الحادية، لوجدنا "السيد مرتضى الرازي" ينطلق من تلقاء نفسه لكتابة كتاب يكون جواباً له..."9.
 
* مصطفى محمدي الأهوازي – بتصرّف


1- الاعلام الديني، أدوات وأساليب، أحمد رزاقي، منظمة الاعلام الإسلامي، 1377هـ.ش، ص21.
2- المصدر نفسه، ص21.
3- وصية الإمام الخميني (قده).
4- أساليب التبليغ والخطابة، أحمد صادقي اردستاني، ص13، نقلاً عن صحيفة كيهان 6/1/1368هـ.ش، ص10.
5- المصدر نفسه، ص15، نقلاً عن مجلة الحوزة، العدد 29 دي وبهمن، 1367هـ.ش، ص157.
6- صحيفة نور، ج21، 3/12/1367هـ.ش، صفحة 88 ـ 101.
7- صحيفة نور، ج16، ص81.
8- صحيفة نور، ج21، ص88.
9- منشور الولاية، كلمة قائد الثورة الإمام الخامئني، المدرسة الفيضية، قم، آذر، 1374هـ.ش، ص12.

12-09-2014 | 14-39 د | 1645 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net