بسم الله الرحمن الرحيم

يتحدث القرآن الكريم حول تأثير القصة ودورها في اصلاح وارشاد السلوك البشري، ويقول: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ﴾^[1].

وما نشاهده من وجود العديد من القصص في النصوص الدينية فهو في الواقع من أجل ايصال المطلوب إلى الناس بلغة ملائمة لطباعهم فيتحقق هدف الهداية.

وتتطلب الاستفادة من أسلوب القصة كثرة المطالعة والتركيز على القصص وترتيبها بشكل موضوعي يناسب المستويات المطلوب مخاطبتها.
 
* فوائد الاستفادة من أسلوب القصة

1- تفهيم المطالب بالأخص للأطفال والناشئة.
2- تمنع التعب والملل عند الأطفال والناشئة.
3- يرسخ المطلب في الذهن.
4- يجعل اجراء البرنامج سهلاً عند المتكلم.
5- القصص تترك أثراً كبيراً ودائماً في القلوب.
 
* محاور البحث القصصي

مجالات القصة واسعة ومترامية الأطراف، والقصة موجودة في بعض الكتب الخاصة بها وفي الكتب الأخرى التي تتضمن القصص بشكل ضمني.

يمكن تقسيم القصة إلى محاور متعددة من أبرزها التخيلي، الأسطوري، التمثيلي، الحكايات القديمة والجديدة... وبما أن محور بحثنا هو توضيح الآيات والروايات لذلك نتعرض لذكر قسمين منها:

1 ـ الحكايات والقصص التي تتعلق بالأنبياء والأئمة والصحابة. ويمكن الرجوع إلى الكتب الروائية والتاريخية للحصول على قصصهم. تحدث القرآن الكريم حول فلسفة توضيح قصص الأنبياء الماضين: ﴿فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾^[2] وقوله تعالى: ﴿وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِين﴾^[3].

2 ـ القصص التي تتعلق بالأمم الماضية والحكومات والحضارات السابقة. ويعتبر القرآن الكريم والقصص القرآنية أفضل مصدر لها.

يقول الإمام علي (ع) حول حياة المتقدمين: "تدبروا أحوال الماضين من المؤمنين قبلكم"^[4].
 
* شروط القصة:

يجب امتلاك الشروط الآتية أثناء الاستفادة من القصة والحكاية:
1 ـ صحيحة وموثقة.
2 ـ لا تقدم تعليماً سلبياً أو سيئاً.
3 ـ تحرك حس البحث.
4 ـ موجزة مختصرة بعيدة عن الزوائد والمشاهد غير الضرورية.
5 ـ واضحة، جذابة ومعبرة.
6 ـ أن يرافقها نتيجة تربوية وتعليماً معنوياً وقرآنياً.

^{[1] سورة يوسف، الآية: 111.
[2] سورة الأعراف، الآية: 176.
[3] سورة هود، الآية: 120.
[4] نهج البلاغة، الحديث 192.}