بسم الله الرحمن الرحيم
أنواع الدليل:
الدليل العقلي المحض الذي تكون مقدمتاه عقليتين كبرهان الوجوب والإمكان.
الدليل العقلي غير المحض حيث تكون المقدمة الكبرى عقلية والصغرى غير عقلية كبرهان
النظم.
الدليل النقلي كبحث المعاد والإمامة.
هناك بعض المسائل الاعتقادية التي لا يمكن إثباتها إلا عن طريق الوحي، لأنها من
جملة المسائل الغيبية التي تفوق إدراك العقل مثل: حوادث القيامة.
وطريق النقل غير محصور بالوحي. ويمكن إثبات بعض العقائد الدينية عن طريق النقل غير
الوحي، طبعاً إذا كان النقل متواتراً أمثال: معجزات الأنبياء.
ويمكن الاستناد إلى أقوال وآراء المتخصصين في مختلف العلوم لإثبات بعض العقائد،
لأنها ستكون مفيدة للإقناع حتى لو كانت غير يقينية. مثال ذلك: الميل الفطري نحو
الله تعالى.
أقسام الدليل من حيث الشكل والصورة:
لا يخلو الشكل الظاهري والهيكل
المنطقي للدليل عن ثلاث حالات: القياس، الاستقراء، والتمثيل.
القياس: الاستدلال من الكلي إلى الجزئي، مثال ذلك: كل حادث فهو يحتاج إلى محدث.
فالعالم يحتاح إلى محدث.
الاستقراء: الاستدلال من الجزئي إلى الكلي.
يستفاد من هذا الأسلوب في العلوم الطبيعية حيث يقومون بإجراء التجارب على فرضية ما
حتى يصلون في النهاية إلى قانون عام.
قد لا يستخدم هذا الأسلوب بشكل واسع في العلوم الإلهية وإثبات العقائد الدينية. أما
الأشخاص فيستخدمون هذا الأسلوب في حياتهم اليومية بشكل واسع وكبير. إلا أن هذا
الاستقراء من جملة الاستقراء السطحي وغير الدقيق، أما الاستقراء العلمي فهو دقيق
ومنطقي.
التمثيل: الاستدلال من الجزئي إلى الجزئي.
ويطبق هذا الأسلوب عند علمنا بحكم جزئي فنحكم على الجزئي المشابه له. لعل هذا
الأسلوب هو الأكثر رواجاً واستعمالاً في حياتنا اليومية. ويجب أن نعلم أن التمثيل
يؤدي إلى اليقين إذا كان وجه الشبه بين الأصل والفرع هو علة الحكم، حيث يثبت حكم
الفرع بالاستناد إلى قانون العلية.
مثال ذلك: علة حرمة الشراب كونه مسكراً. وعليه يكون الزبيب المسكر حراماً أيضاً.
ويمكن الاستعانة بهذا الأسلوب في الأمور التي نجهل الحكم فيها حيث يكون لها
الأولوية بالنسبة للتي نعلم الحكم فيها، فإذا كان الأنبياء يموتون فمن الأولى أن
يموت الناس.
إن التمثيل في الواقع ما هو إلا نوع من التشبيه. ويكثر استخدام هذا الأسلوب في علم
الكلام والإلهيات.
مثال ذلك: إذا كان لا يعقل وجود آلة تصوير من دون صانع عالم وقادر فمن الأولى أن
يكون للعين صانع عالم وقادر.
نوعا التمثيل والتشبيه:
الإثباتي.
الموضح الذي يمتلك جانباً تبينياً
وتوضيحياً، وهذا يعني تبيين وتوضيح المطلب الذي يمتلك دليلاً عقلياً أو نقلياً.
يعتبر هذا الأسلوب مفيداً في توضيح المعاني العقلية غير المحسوسة وقد ذُكر في
القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.
مسألة هامة:
ينبغي في التمثيل التوضيحي عدم استعمال مثال يؤدي إلى ارتسام صورة غير واقعية
في ذهن المخاطب.
مثال ذلك: في بحث التوحيد ينبغي عدم الحديث عن مثال السائقين والسيارة. فالكثير من
الطلاب يدركون أن سيارة واحدة يمكن قيادتها بواسطة سائقين، بل يمكن ذكر مثال اللوحة
والرسامين، ومن ثم يمكن القول: لو كان في العالم ناظمين، لما استقر النظم ولما وجد
التعاون.
أقسام الدليل من حيث المادة:
- يقسم الاستدلال من ناحية المادة
وأنواع المواد المستعملة فيه إلى خمسة أقسام: البرهان - الجدل - الخطابة - الشعر -
المغالطة.
البرهان هو الاستدلال المؤلف من مقدمات يقينية والهدف منه إثبات الحقيقة.
الجدل هو الاستدلال المؤلف من مقدمات مشهورة ومسلمة والهدف منه الإلزام (أن لا
يتمكن المخاطب من إنكار نتيجة الاستدلال)
الخطابة هي الاستدلال المؤلف من مقدمات مقبولة ومظنونة والهدف منها الإقناع.
الشعر هو الاستدلال المؤلف من قضايا خيالية وهو يشتمل على المجاز، الاستعارة،
الكناية والتشبيه وهو يترك آثاراً على روح وأحاسيس المستمع وليس على عقله.
المغالطة هي الاستدلال المؤلف من قضايا شبيهة بالمشهورات أو اليقينيات. وتنبع هذه
القضايا من الوهم. أي أن الوهم الذي يدرك المعاني الجزئية قد يصدر أحكاماً كلية هي
في الواقع من اختصاص العقل. ومن هنا تصدر عن الوهم القضايا المشابهة للمشهورات أو
اليقينيات. لذلك كانت المشبهات والوهميات مواد المغالطة.