هناك الكثيرون منا ممن لا يملكون معلومات حول القضايا الخفية، لذلك فإن أسهل طريق
لتشخيص الأولويات هو الدقة في كلام القائد واتباع ارشاداته. إنّ الاتباع المنظم
لبياناته ورسائله ونداءاته وتوجهاته، يُبيِّن الأولويات التبليغية للراغبين.
في بعض السنوات يطلق القائد على العام، عام الخدمة والمنافسة في الخدمة، وفي عام
آخر يطلق عليه عام العزة والفخر الحسيني، وفي عام آخر يطلق عنوان الانضباط والوجدان
العملي، وكل هذه العناوين تشكل المحاور الأساسية للتبليغ والعمل البحثي والتعليمي
والتنفيذي.
أكد السيد القائد مراراً على مسألة النهي عن المنكر وركز على محاربة الفقر والفساد
والتمييز.
من جملة الأولويات الثقافية ذات العلاقة بالأمة الإسلامية، معرفة الحق والباطل في
النظام العقائدي، معرفة قادة الحق والباطل في النظام السياسي، ومعرفة الصديق والعدو
في الحياة الاجتماعية.
إن من أهم وأكبر وظائف المبلّغين والمؤسّسات التبليغية والتعليمية في البلد الدفاع
عن سلامة عقائد المجتمع وإيمان الناس بأصول الدين وأحكام الله، ومن جملة فرائض
المسلمين العظيمة محاربة ما يزلزل إيمان الناس تحت أي اسم وعنوان وبوساطة أي شخص أو
مؤسسة.
من جملة المحاور التي ينبغي على المبلغين وضعها في مقدمة اهتماماتهم، مسألة الولاية
والبراءة و"الحب في الله" والبغض في سبيل الله. ويقع على رأس الأمور، وظيفة المجتمع
في مجال معرفة العدو وكيفية مواجهته واليقظة والبصيرة أمام المؤامرات الداخلية
والخارجية.
العجيب أنّ البعض اليوم لا يرى عداء الأمريكي والبريطاني للإسلام، ولا يشاهد
المؤامرات التي يحيكونها.
من جملة المشكلات التي يعاني منها العالم الإسلامي والمجتمع الإسلامي اليوم، الغفلة
عن العدو، عدم معرفة العدو، عدم الالتفات إلى مؤامرات الأعداء، إقامة العلاقة مع
الأعداء والتحاور مع الأعداء وعدم الالتفات إلى أهداف وأعمال الأعداء.
من جملة طرق تشخيص الأولويات، معرفة وجهة العدو. الأمر الخطير هو ما يريده
الأعداء من المجتمع الإسلامي، لذلك يعملون بكافة جهودهم على (من باب المثال):
1- إلقاء الشبهات على مستوى العقائد.
2- إلقاء اليأس على مستوى الأهداف.
3- إبعاد الثقة في العلاقات بين المسلمين.
4- ضرب الصلابة في قوة النظام الإسلامي.
5- التبليغ على مستوى عدم فعالية النظام.
6- إيجاد حالة الغلاء والبطالة.
ينبغي للمبلِّغين الأعزاء الحركة في الاتجاه المعاكس تماماً لما يريده الأعداء. أي
الحركة نحو ما يؤدي إلى تثبيت الإيمان واعطاء الأمل وخلق الثقة والتأكيد على
الصلابة القانونية والمساعدة على اظهار فعالية النظام. إن المبلغين الأعزاء هم
منادو القرآن والسنة والمتحدثون باسم القرآن والعترة، لذلك يجب عليهم الدقة
والاحتياط في تقديم آرائهم الشخصية وليس توجيه وتسويغ الأعمال التي تقوم بها
مؤسّسات الدولة وليس من شأنهم التخريب اللامنطقي بل عليهم تأييد الأعمال الايجابية
التي تصدر عن الأفراد والمؤسسات وتأييد السياسات التي توافق القرآن والسنة
والمقبولة على مستوى القائد والفقه الشيعي الصحيح، وبالتالي نقد كل الاجراءات التي
تخالف ذلك.
* محمود مهدي بور