الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات
المبلّغ والعلاقة مع الآخرين
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

احترام أفكار وآراء الآخرين:

من جملة الأساليب الفاعلة في المسائل التربوية والتبليغية، احترام أفكار وآراء الآخرين.
 
يتمكن المربي والمبلغ بهذا النحو من إضفاء الشخصية على المخاطبين فيتمكن من النفوذ إلى أعماقهم. يمكن إحياء روحية الثقة بالنفس لدى المخاطب من خلال الالتفات إلى أفكاره واحتياجاته وبالتالي تقوية عزة النفس لديه.
 
في أحد الأيام تقدم "الحسن المثنى" ابن الإمام المجتبى عليه السلام طالباً الزواج من إحدى بنات عمه الإمام الحسين عليه السلام. خاطبه الإمام عليه السلام قائلاً: "اختر يا بني أحبها إليك". سكت "الحسن المثنى" حياءً ولم يتحدث بشيء. فقال له الحسين عليه السلام: "فإني قد اخترت لك ابنتي فاطمة فهي أكثرهما شبهاً بأمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"[1].
 
التحية والسلام:
من جملة الأساليب القرآنية ذات العلاقة بعزة النفس بين الأفراد، إلقاء التحية والسلام عليهم. وأراد الله تعالى في القرآن الكريم اظهار عظمة المؤمنين، لذلك أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالسلام على أهل الإيمان: ﴿وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ[2].

ويشاهد وبوضوح وجود هذا الأسلوب القرآني في سيرة الإمام الحسين عليه السلام.

يقول الإمام عليه السلام في ثواب إلقاء السلام: "للسلام سبعون حسنة، تسع وستون للمبتدئ وواحدة للراد"[3].

ويؤدي إلقاء السلام إلى تقوية الإحساس بالعزة والكرامة النفسية عند الشخص الذي يلقى السلام عليه ويرفع من مقامه عند الآخرين.

تبرز أهمية هذا الأسلوب وقيمته إلى مستوى نجد الإمام الحسين عليه السلام ينهى عن الشروع بالكلام من دون السلام حتى إنه خاطب الشخص الذي شرع السؤال عن أحواله من دون القاء السلام قائلاً: "السلام قبل الكلام عافاك الله. لا تأذنوا لأحد حتى يسلم"[4].
 
وقد تحدث الإمام الحسين عليه السلام عن الشخص الذي لا يستفيد في علاقاته الاجتماعية والعائلية من هذه السنة القرآنية قائلاً: "البخيل من بخل بالسلام"[5].

بناءً على سيرة أهل البيت عليهم السلام فإن للسلام على المسلمين العصاة تأثيراً مطلوباً. يقول الإمام الحسين عليه السلام: "إنّ ابن الكوا سأل علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال: يا أمير المؤمنين تسلم على مذنب هذه الأمة؟ فقال عليه السلام: يراه الله عزَّ وجلَّ للتوحيد أهلاً، ولا تراه للسلام عليه أهلاً!"[6].
 
العلاقة الكلامية بعبارات لطيفة:
إنّ كافّة أبناء البشر، أعم من الصغير والكبير، النساء والرجال، حساسون جداً في علاقاتهم الاجتماعية من ناحية الارتباط الكلامي مع بعضهم البعض، حتى إنّ نوع اللحن والصوت واختيار العبارات، ذَوَا أهمية كبيرة في جلب انتباههم. إن الكلام المنطلق من المحبة واللطيف والرقيق، يترك تأثيراً عميقاً في أرواح المخاطَبين ويقوّي الاحساس بعزة النفس لديهم. إن الذين يحافظون في عباراتهم على كمال الأدب والعفة، هم في نظر المخاطب أعزاء مكرمون ينظر إليهم كافة الناس نظرة احترام وتعظيم.

في الحقيقة فإن رعاية الأدب والعفة في الكلام تؤدِّيان إلى عزة النفس عند المتكلم والمخاطّب. ومن خلال العبارات اللطيفة والرقيقة يمكن علاج كافة أشكال المشاكل والعصبيات والأمور التي تنطلق من الاحتقار والمذلة. يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "من أكرم أخاه المسلم بكلمة يلطفه بها وفرج عنه كربته، لم يزل في ظل الله الممدود، عليه الرحمة ما كان في ذلك"[7].
 
فيما يلي نشير إلى بعض نماذج العلاقات الكلامية في سيرة الإمام الحسين عليه السلام.

1- عندما أراد الإمام الحسين عليه السلام الخروج من المدينة، وبعد أن ركب الجميع، نادى: "أين أخي؟ أين كبش كتيبتي؟ أين قمر بني هاشم"؟ عند ذلك أجاب العباس: "لبيك، لبيك، يا سيدي"[8].

2- عندما سأل القاسم عليه السلام عن شهادته، خاطبه الإمام الحسين عليه السلام على النحو الآتي: "أي والله، فداك عمك إنك لأحد من يُقْتَل من الرجال معي"[9].

3- عندما وَدّع ابنته سكينة، خاطبها بكلمات تُهدِّئ من روعها بعد فراقه: "يا نور عيني! كيف لا يستسلم للموت من لا ناصر له ولا معين"[10]؟!


4- عندما أرسل الإمام الحسين عليه السلام أخاه العباس عليه السلام ليستطلع سبب حركة جيش العدو، بدأ الكلام معه قائلاً: "يا عباس! إركب، بنفسي أنت يا أخي، حتى تلقاهم، فتقول لهم: ما لكم؟! وما بدا لكم؟!"[11].

5- ودّع الإمام الحسين عليه السلام ابنه السجاد عليه السلام في يوم العاشر من المحرم وقد ضم ابنه إلى صدره وخاطبه بكلمات رقيقة لطيفة: "يا ولدي! أنت أطيب ذريتي وأفضل عترتي وأنت خليفتي على هؤلاء العيال والأطفال"[12].
 
 عبد الكريم باك نيا


[1] مقاتل الطالبين، ص122، كشف الغمة.
[2] سورة الأنعام، الآية: 54.
[3] تحف العقول، ص248.
[4] مستدرك الوسائل، ج8، ص358.
[5] تحف العقول، ص248.
[6] مستدرك الوسائل، ج8، ص359.
[7] الكافي، ج2، ص206، وسائل الشيعة، ج16، ص376.
[8] ثقافة عاشوراء، ص386، معالي السبطين، ج1، ص220.
[9] مدينة المعاجز، ج4، ص214.
[10] ناسخ التواريخ، ج2، ص360.
[11] تاريخ الطبري، ج4، ص315.
[12] موسوعة كلمات الإمام الحسين عليه السلام، ص486.

25-11-2016 | 15-57 د | 2469 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net