الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات
فن الخطابة والبيان – الماهية والاحتياجات
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

 

باسمه تعالى

من جملة أساليب وفنون التبليغ والهدف منهما إيصال المفاهيم إلى الآخرين وتربيتهم وهما من جملة الأعمال الثقافية والتعليمية. وأما الذي يعجز عن إيصال ما يعرفه إلى الآخرين وبطريقة حسنة ومقبولة فإن علومه ومعارفه ستكون بلا ثمرة.

الكلام يترك آثاراً على الآخرين، فإذا امتلك الكلام الخصائص الفنية والمهارات الموجودة في فن الخطابة، عند ذلك يتضاعف تأثيره، والموفق هو الذي يتمكن من جعل كلامه ينفذ إلى قلب وروح المخاطَبين.

يقول الأصمعي: قال رجل لبنيه: يا بني! أصلحوا ألسنتكم فإن الرجل تنوبه النائبة يحب أن يتجمل فيها فيستعير من أخيه دابته وثوبه، ولا يجد من يعيره لسانه.1

وجاء في حديث عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: "أحسن الكلام ما زانه حُسن النظام وفهمه الخاص والعام".2

وأما معرفة "حسن النظام" فهو شيء يتضح في علم البلاغة وفن الخطابة.

- ماهية الخطابة:
ليست الخطابة مجرد الحديث في جمع من البشر بل هي نوع من تحريك الأفراد وتوجيههم للقيام بعمل ما أو ترك آخر. ومن هنا يجب القول بضرورة أن تدفع الخطابة الأفراد للقيام بعمل ما أو ترك آخر. وعلى هذا الأساس يمكن القول بأن الخطابة فن ذو خصائص معينة، مثال ذلك يجب القيام بالخطابة لتشجيع الناس على الجهاد، والإنفاق، والعمل، والدّراسة، والخدمة والإيثار... وكذلك لتشجيعهم على ترك بعض الأعمال كالكسل، والخوف، والتراجع، والانكباب على الدنيا، والحرص، والتكبر والأنانية...

وقد يكون التشجيع والتشويق إما على أساس المحبة والحنان أو التنفير والبغض. أي إما أن يؤدي التشجيع إلى إيجاد العشق والفرح والأمل والمحبة في قلب المستمع وإلا فإنها ستؤدي إلى إيجاد اليأس والاضطراب... ويساعد "الخطيب" على هذه المسألة أمور:
ـ العامل الداخلي المشجّع.
ـ الأسلوب التدريجي في تحريك المخاطَب.
ـ الاطلاع على ظروف الزمان والمكان.
ـ الدقّة في معرفة خصائص المستمعين.
ـ تناسب مقدار التشجيع مع الموضوع.
ـ أن يكون التشجيع طبيعياً وليس تصنّيعاً.


- أهم ما يحتاجه الخطيب:
يقوم الخطيب بتوضيح بعض المفاهيم للناس في جلسة عامّة لذلك يجب عليه أن يطلع على الفنون والمهارات التي تعمق المعرفة بالأمور الثلاثة الآتية: المفاهيم، الناس والبيان.
بناءً على ما تقدم يجب الاطلاع على النقاط التالية:

1- علم النفس
لعل من أبرز أسباب الموفقيّة في التبليغ اطلاع المبلّغ على نفسيات الناس وميولهم ومكامن التأثير والتأثر، ويقدم علم النفس معلومات مفيدة في هذا الخصوص.

2- المعارف الإسلامية العامّة
كلما كان الخطيب يمتلك غنىً في المعلومات العامّة والذخائر الفكرية في مختلف المجالات بالأخص في المواضيع التي سيتحدث حولها، فإن الخطابة ستكون أكثر غنىً وأعمق مضموناً وسيكون لها القدرة الكبيرة على جذب المخاطَب. وكلما كانت معارفه الدينية واسعة كان مجال الخطابة واسعاً عنده. ويجب أن يمتلك الخطيب القدرة على الاستعانة بالآيات والروايات عند الحاجة إليها.

3- الأدب
بما أن الخطيب يستعين أثناء الخطابة بالكلمات والعبارات والجمل، لذلك كلما كان عارفاً بالأدب والصناعات الأدبيّة كان كلامه صحيحاً، وابتعد عن الأخطاء. ومن المفيد في هذا المجال أن يطّلع الخطيب على الشعر، والأمثال والتمثيلات...

4- التاريخ
لعل من أبرز المقاطع الهامّة في الخطابة تلك التي لها علاقة بالحكايات. لذلك يجب أن يكون الخطيب على معرفة بالتاريخ (تاريخ الإسلام، تاريخ البلد والمحيط الذي يعيش فيه وتاريخ العالم)، وعليه أن يُلِم بسيرة النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام والعلماء والمفكرين والعرفاء ومشاهير العالم. ويتمكّن الخطيب من التأثير في المستمعين إذا تمكن من الاستفادة من المعلومات التاريخية.

5- المعاني والبيان
يتم الحديث في هذا العلم عن الفصاحة والبلاغة الذين يتكفلان بعرض الأساليب الصحيحة للكلام. إن الاطلاع على العلوم البلاغية وأساليب تنظيم الكلام يجعل الخطابة مؤثرة وجميلة.

6- معرفة الزمان
إن كل عصر يحتاج إلى نوع خاص من الخطابة والكلام، والخطيب الموفّق هو الذي يمكنه تقديم ما يتناسب مع حاجات المجتمع والناس بناءً على الظروف الموجودة ويتحرك مع المجتمع في حركة زمانية متناسبة.

7- معرفة المصادر
إن أبرز ما يحتاجه المبلغ معرفته بالمصادر وفي مجالات متنوعة ليتمكن من معرفة المصادر التي تفيده في الموضوع الذي سيتحدث حوله، طبعاً المطالعة المستمرة تجعل الشخص على معرفة بالكتب المفيدة.3

* الأستاذ جواد محدثي


1- مصنفات الشيخ المفيد، ج2، ص91.
2- غرر الحكم.
3- من المفيد في هذا الخصوص الرجوع إلى الكتب ذات الصلة أمثال كتاب "زاد المبلغين" من تأليف محسن محمد عطوي و"مفتاح الخطابة والوعظ" من تأليف محمد أحمد العدوي.

06-09-2011 | 07-33 د | 3564 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net