الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات
ست تقنيات في سبيل تبليغ حيوي‏
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم


يعتبر تحديد المضمون والرسالة من أهم الأجزاء التي يجب الالتفات إليها عند التبليغ. ولكن ما هو المضمون؟ في الجواب يجب القول أن المضمون يشتمل على العلم والمعرفة والمهارات والاحتياجات التي يحتاجها المخاطب بشكل واقعي، ويتمكن المضمون من إرشاد المخاطبين وإيصالهم إلى الأهداف التبليغية.

ويتطلب إعداد المضمون أصولاً خاصة. وقبل الدخول في البحث عن تلك الأصول من المناسب أن نعلم وجود عدد من الأهداف الأساسية في الارتباط الكلامي وغير الكلامي:
الأول: إيصال العلم والمعرفة.
الثاني: الترغيب والتشجيع على القيام بأعمال خاصة.
الثالث: التأثير والإقناع.
الرابع: تمضية الأوقات.


وتلعب الكتب والمجلات المتخصصة دوراً أساسياً في التعليم والمعرفة. وتساهم البيانات التلفزيونية والاعلانات التجارية في ترغيب وتشجيع الناس على شراء بضاعة خاصة، ويعمل مرشحو الانتخابات والمروجون لهم على التأثير والإقناع في مخاطبيهم. أما بعض البرامج المضحكة والمسلية فتساهم في تمضية أوقات المخاطبين.

واليوم يجب الالتفات إلى المسألة التالية بالأخص في مسألة التبليغ الديني، وهي أن أغلب المخاطبين قد اعتادوا على التبسيط واللغة السهلة ويدركون الخطاب بعبارات قصيرة، واضحة ومفهومة. لذلك فالمبلغ الموفق هو الذي يسعى للحفاظ على هذا الأمر. على هذا الأساس سنقوم بدراسة الأصول المشتركة الحاكمة على إعداد مضمون الإعلام والترغيب والإقناع.

* الأصول المشتركة لإعداد البيان‏:

الأول: الموضوعات الجذابة والواقعة في دائرة الاهتمام‏
لعل إحدى النقاط التي يجري إغفالها، هي اهتمام وعلاقة وحاجة المبلغ وإيمانه بالمواضيع التبليغية. فإذا كان الشخص لا يشعر بارتباط وعلاقة بموضوع ما، ولا يحس به في أعماقه، فلا يوجد أي عامل يجعله على ارتباط وثيق مع أمور بعيدة عن اهتمامه. ويصدق هذا الأمر في خصوص المبلغين الصادقين الذين يمارسون التبليغ بناءً على الحاجات الشخصية وتوصيات الآخرين. طبعاً هؤلاء الأفراد لن يكونوا موفقين في علاقتهم لأن الأمور التي تخرج من القلب هي التي تترك آثارها على القلب، أما إذا كان الكلام هو الخارج من اللسان فقط فلن يتجاوز الآذان.

من جهة أخرى يجب أن تكون المواضيع والمحاور التبليغية محل اهتمام وعلاقة المخاطبين بحيث يشعر المخاطبون أنهم قريبون إلى المبلغ. وأما طريق حل هذه المسألة فهو أن يسأل المبلغ دوماً عن النفع الذي يعود إلى المخاطبين.

وعلى هذا الأساس يجب أن يعمل المبلغون على تقديم خطاب يجذب المخاطب وتكون هذه المسألة هي النقطة والمحور الأساسي في إعداد المضمون. لأن الخطاب الذي لا يلقى آذاناً صاغية عند المخاطب سيكون من دون فائدة.

الثاني: استعداد وقدرة المخاطبين.
يجب الالتفات عند إعداد محتوى البيان إلى استعداد وقدرة المخاطبين، وذلك بناءً على الخصائص العلمية والقيمية والفيزيائية. ولعله من المناسب أن نستذكر قول الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله): "نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم".1

الثالث: الصدق‏
الصدق هو من أبرز الأمور التي تجعلنا في مرحلة قريبة جداً من المخاطبين. والخطاب المؤثر هو الذي يكون بعيداً عن المصالح الجانبية. القرآن الكريم هو كتاب الحياة الذي يؤكد فيه الله تبارك وتعالى على غناه: ﴿إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ2. ومن هنا كانت الدعوة إلى التوحيد والصلاح تقع في مصلحة العباد فقط. وعلى هذا الأساس فمن المناسب أن يكون خطاب المبلغ يُشْعر الناس بشي‏ء من الصدق والحميمية مما يؤدي إلى التأثير: ﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾3.

يجب الاهتمام أثناء إعداد المحتوى بفعاليته ومقدار هدايته، لأن البيان المؤثر هو البيان العملي والذي يشير إلى طريق الهداية والنجاة من الضلال. جاء في القرآن الكريم قول الله تعالى: ﴿وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ4.

الرابع: الاستعانة بالصور
لعل من أبرز عوامل الموفقية في التبليغ القولي والكتبي، هو المحتوى التصويري. قد يسأل البعض: هل يمكن إظهار المحتوى القولي والكتبي على شكل صور؟ والجواب: نعم. وذلك عند الاستعانة بعبارات تساعد الذهن على التصور. يقول المفكر الغربي المشهور، في هذا الخصوص: "نحن لا نفكر بشكل كلي بل نتعرض للجزئيات، لذلك يجب الامتناع عن استعمال الجمل التي تفيد المعاني الكلية...".5

وعلى هذا الأساس يجب اللجوء إلى استعمال عبارات تجعل الذهن ينتقل مباشرة إلى معانٍ تصويرية. وهكذا يمكن استعمال الأمثال التي تساهم في هكذا تصوير. وقد استعمل القرآن الكريم هذه القاعدة الهامة، حيث جاء في سورة العاديات تصوير جميل ومحير لهجوم المجاهدين وروح الحماس التي كانت تعيش في عروقهم: ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا6.

ووصف القرآن الكريم الجبال في مكان آخر: ﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ7 لذلك من المناسب في التبليغ الاستعانة بهذا الأسلوب.

الخامس: البساطة والسهولة
من الأصول الأخرى الهامة في إعداد البيان أن يكون سهلاف وبسيطاً، وهما مسألتان نسبيتان يختلفان باختلاف المخاطب. والهدف من هذه النقطة رعاية مستويات المخاطبين وعدم اللجوء إلى استعمال عبارات ثقيلة غير مفهومة عندهم.

طبعاً لا ينبغي أن يكون المحتوى بسيطاً إلى درجة يشعر المخاطب بعدم الحاجة إليه أو بعدم أهميته. ولا ينبغي أن يكون مقعداً بحيث يجعل المخاطب غير قادر على متابعته. يسعى بعض المبلغين وبدل العمل على تقديم بيان حسن إلى إثبات هويته العلمية فيستعمل عبارات معقدة، ليظهر أن خطابه علمي وهام، مع العلم أن أغلب المخاطبين لا يتمكنون من متابعتهم والانتباه إلى ما يقولون.

وقد عمل الأئمة المعصومون (عليهم السلام) بهذا الأسلوب متبعين في ذلك القرآن الكريم والرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله). وقد أشار الأئمة (عليهم السلام) إلى المشكلات التي تعترض العلماء، فاعتبر الإمام الصادق (عليه السلام) أن زوائد الألفاظ من التكلف في الكلام: "والتكلف في تزيين الكلام بزوائد الألفاظ".8

السادس: اتباع طريقة مراسلي الأخبار
يعتبر أسلوب مراسلي الأخبار من أبرز وأهم أساليب الارتباط والتبليغ المؤثر والعملي. ونتمكن بهذا الأسلوب التخلص من النزعة الكلية والعبارات غير المفهومة التي تجعل المخاطبين لا يصدقون ما يقال. مثال ذلك يلجأ بعض المبلغين عند الإشارة إلى بعض القصص للقول: في إحدى القرى، أحد العظماء... لذلك يجب الالتفات لهذه المسألة والإشارة إلى مصدر الكلام ولو بشكل كلي، فإذا لم نتمكن من ذكر القرية والمدينة يمكننا الإشارة إلى اسم المحافظة.

ويعمل مراسلو الأخبار أثناء التغطية على الإجابة على بعض الأسئلة التي تبدأ على سبيل المثال بـ:
1- منْ‏
2- أين
‏3- متى‏
4- ماذا (الموضوع)
5- لماذا
6- كيف‏


* علي إقليدي نجاد


1- فروع الكافي، ج‏8، ص‏268، ترجمة أصول الكافي، ج‏1، ص‏27.
2- سورة الزمر، الآية: 7.
3- سورة التوبة، الآية: 128.
4- سورة الحج، الآية: 24.
5- قانون التحدث، ديل كارنفي، ص‏82.
6- سورة العاديات، الآيات: 1- 5.
7- سورة القارعة، الآية: 5.
8- بحار الأنوار، طبعة بيروت، ج‏2، ص‏52: القرآن والتبليغ، ص‏78.

16-01-2012 | 02-04 د | 2299 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net