بسم الله الرحمن الرحيم
عندما ينطلق أحدنا مبحراً في بحور أنوار أحاديث النبي صلى الله عليه وآله والعترة الطاهرة عليهم السلام يأخذه هذا العبير الفواح كأنه الريح التي تلفح أشرعة الفكر لتغريه بالمزيد من الإبحار...
وإذا ما وقفنا على ميناء ما ورد حول المساجد يلفتنا أن الإسلام عول كثيراً على دور المسجد وعمارة المسلمين له لأن في عمارتهم للمساجد عمارة لهم من أوجه كثيرة أهمها:
1- إن المساجد موئل المعنويات يغذو الله بها رواد بيوته بعنوان كرامة زائريه.
2- والمساجد كذلك منائر لعمارة العقول، حيث إن المؤمل لها أن تكون دُورَ علم ينهل من معين مجالسها أبناء الأمة علوم الدين وأحكامه بما هي منابر للإسلام فكراً وشريعة.
3- والمساجد أيضاً دوواين لعمارة الحياة العامة للمسلمين اجتماعياً وسياسياً، فمنها يستفاد الأصدقاء وفيها يتلاقى أبناء الأمة متعارفين بينهم يتداولون شؤونها وشجونها ولذا كانت المساجد مذ كانت مركزاً للإدارة والقيادة في السياسة والجهاد وبيوتاً كذلك للقضاء وفصل المنازعات.
وعلى ضوء ما سلف تتعاظم في نفوسنا وأمام نواظرنا المسؤولية، كما يكبر في الصدور ما لمن وفقه الله لخدمة المساجد وعمارتها من الشرف العظيم إذ يغدو أحسن وسيلة لاستقطاب الناس إلى عمارة بيوت الله وعمارة الأنفس والأمة بعمارتها...