كثيراً ما نسمع كلمة "رضا الإنسان عن نفسه" سواء من باحثين في علم الإدارة، أو من أهل اختصاص في علم النفس، وربما وللوهلة الأولى كأهل دين وإيمان نعتبر هذا الأمر مبغوضاً ومرفوضاً من وجهة نظر الدين الإسلامي، وذلك لأنه يعني بنظرنا اخراج النفس عن حد "التقصير" في عبادة الله والعمل له تعالى مستشهدين بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله: (ما عرفناك حق معرفتك وما عبدنا حق عبادتك) وهذا نسبياً صحيح.
لكن هناك جهة أخرى لا بد من الإطلالة على مفهوم "الرضا عن النفس" عبرها. وهي متعلقة بأداء التكاليف.
وخلاصة الأمر أننا عندما نؤمن بأننا لسنا مكلفين بتحقيق النتائج بمعنى أننا لا نحاسب عليها، بل نحن مكلفون بأداء الأعمال أو ما نسميه التكليف ومقتضى التوحيد أن النتائج هي حصراً بيد الله تعالى لها أسباب أخرى غير عمل الإنسان أو تضاف إليه، فالرضا عن النفس ترجمته الرضا بالنتائج فكيف لا يرضى عن نفسه من يبذل كل جهده متحرياً أفضل السبل لأداء ما كلف به وقد أخلص نيته لله. فاليقين حينها ﴿إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا﴾ لاجتماع عناصر لها علاقة باستجلاب التوفيق الإلهي ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾.
فالله لا يترك العامل في سبيله متخبطاً في حيرة الضلال بل يمد له يد الهداية لتحقيق أفضل النتائج، ولذا فالتركيز هو على أسس هذا التوفيق وهو إخلاص النية لله تعالى: ﴿وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾.