بسم الله الرحمن الرحيم
يتحدث القرآن الكريم عن نموذج بشري هو قارون الذي كان من قوم موسى ـ فبغى عليهم وكانت له ثروة تنوء بحمل أوعيتها المحفوظة فيها عصبة الرجال الأشداء.
وقد ذكر بعض أهل التفسير أن قارون هذا كان ابن عم أو ابن خالة موسى(عليه السلام).
وأنه كان عاملاً لفرعون على بني إسرائيل فكان يبغي عليهم ويطالبهم لما كانوا بمصر...
وأنه قبل ذلك كان قارئاً للتوراة عالماً بها فأفسدته الثروة.
وكان من ذروة بغيه أنه أعطى صكوكاً لإمرأة بغي لتشوه سمعة نبي الله موسى(عليه السلام).
وجمع لها الناس... فلما اجتمعوا حدثت نفسها قائلة: (إني لم أترك فاحشة إلا وارتكبتها فبقي أن أفتري على نبي الله...).
فتراجعت... وفضحت قارون وخطته...
فلما سمع موسى(عليه السلام) بذلك غضب فدعا عليه فكانت عاقبة أمره أن ابتلعته الأرض.
﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ ...﴾.
قصة كم تشبه ما نعيشه اليوم... فكم من قارون هو من قومنا ويبغي علينا مستخدماً ما أوتي من مال وسلطة لمصلحة المستكبرين كأن الزمن يعود ليلد أحداثه لتكون السنّة الإلهية بالمرصاد...والخسف بهم آت إن شاء الله تعالى...