بسم الله الرحمن الرحيم
من الآفات التي تكثر في المجتمعات الإنسانية وعلى الخصوص في مجتمعنا حب الوجاهة والشرف، حيث يظهر بمظاهر مختلفة في المحافل والمناسبات وفي وسائل الإعلام.
فترى الواحد يحرص في المناسبات على أن يتصدر الصفوف ولن يعدم كل واحد من أن يجد عنواناً لهذا (الشرف) فذاك بالعلم وهذا بالمنصب وذلك بالعشيرة وآخر بالمال وآخر بكبر السن و... و... و... حتى بتنا على حد تعبير أحد الظرفاء لنخلص من هذه "المعضلة" لا نجد حلاً إلا أن نبني محافل ومجمعات وحسينيات كلها صف أول ليغدو المجلس ذا صف واحد فقط... وظني أن أدمغة المهندسين لن تعجز عن ابتكار بناء هندسي له هذه الصفة...
قد يكون ما تم عرضه مثيراً للضحك والتندر، لكن ما يبكي فيه هو أنه واقع بتنا نعيشه وكم يدخلنا في مواقف أقل ما يقال فيها إنها محرجة...
ولكن ألم نعلم بأن حب الشرف مذموم فهذه رواية تقول: (إن حب الشرف والذكر لا يكونان في قلب الخائف الراغب).
وتلك تصرخ: (ذو الشرف لا تبطره منزلة نالها وإن عظمت كالجبل لا تزعزعه الرياح، والذي تبطره أدنى منزلة كالكلاء الذي يحركه مر النسيم).
لتأتي ثالثة بالقول: (من شرفت نفسه نزهها عن دناءة المطالب).
ثم ختامها بالرابعة: (بكثرة التواضع يتكامل الشرف).