بسم الله الرحمن الرحيم
الرباط والمرابطة من لوازم الجهاد والسنن الجهادية المؤكدة وقد أمر الله تعالى بها قائلاً: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
والمرابطة تعني لغةً حراسة الثغور من صولات الأعداء وربما سميت كذلك مأخوذة من الربط لأنَّ فيها يربط المجاهدون خيولهم.
ولو نظرنا إلى معين أهل بيت العصمة نظرة اطلاع لوجدنا في رواياتهم (عليهم السلام) ما يبهر من فضل المرابط، ويمكن ايراد ما يلي:
1- البركة الشاملة لكل شيء إذا التزم المؤمن المرابطة: فعن النبي (صلى الله عليه وآله): (من لزم الرباط لم يترك من الخير مطلباً ولم يترك من الشر مهرباً).
2- قبول العبادة وبركاتها بمعنى تعاظم الأثر والأجر: عنه (صلى الله عليه وآله): (الصلاة بأرض الرباط بألفي ألف صلاة). ولم يرد مثل هذا الأثر حتى في الصلاة في أفضل مساجد الله تعالى. وعنه (صلى الله عليه وآله): (رباط شهر خير من صيام دهر).
3- دوام الأثر والأجر والأمن من المكاره: عنه (صلى الله عليه وآله): (... من مات مرابطاً في سبيل الله أعاذه الله من وحشة القبر وأجرى له أجر رباط ما دامت الدنيا). وعنه (صلى الله عليه وآله): (من رابط يوماً في سبيل الله يخلق الله بينه وبين النار سبع خنادق سعة كل خندق سعة السماوات السبع والأرضين السبع).
4- الكرامة حتى ما بعد الموت: ويظهر ذلك جلياً في رواية عن سلمان المحمدي (عليه السلام): (زيارة قبر المرابط رباط إلى يوم القيامة). وهذا بحد ذاته يدل على ضرورة تعظيم هذه الشعيرة والسنة الجهادية لتعظم في عيون أبناء الأمة ولا يستهان بها ويتثاقل عن أدائها.