بسم الله الرحمن الرحيم
ربما يزهد بعضنا بالسمعة الطيبة والذكر الحسن لأننا أهل دين والمفروض أن لا نبالي بذلك وعلينا أن نزهد فيه ونجعل قبلة نفوسنا رضا الله والزلفى لديه...
وهذا صحيح إلى حدٍ ما لا على اطلاقه خصوصاً إذا ما قرأنا ما جاء من كلام أمير المؤمنين عليه السلام: (وإنما يستدل على الصالحين بما يجري الله لهم على ألسن عباده...)، فالمقبولية عند الناس أمر حسن وبابه حسن الظن المبني على السمعة الحسنة وهذه المقبولية باب للمؤثرية وتقويم سلوك الناس.
ولذا فإن الإمام علي عليه السلام في عهده لمالك الأشتر يقول: (وإن ظنت الرعية بك حيفاً فاصحر (أي بيِّن) لهم بعذرك، واعدل عنك ظنونهم بأصحارك، فإن في ذلك رياضة منك لنفسك، ورفقاً برعيتك وإعذاراً تبلغ به حاجتك من تقويمهم على الحق).
فالنص يؤكد على المحافظة على حسن السمعة ببيان العذر لرفع مادة سوء الظن ولتقويم الناس والنفس من جهة ثانية.
فمن يتقلد مسؤولية عامة وشأناً ومقاماً ذا شرف ومعنوية لا يعود ما يفعله ويمارسه شخصياً بنظر العامة، وغالباً ما يختلط العام بالخاص الشخصي في أذهان وكلمات الناس، وربما يغني الخاص والشخصي في العنوان العام فمن يتحمل العناوين العامة ذات الشرف يصبح مسؤولاً عنها وعن الجماعة التي ينتمي إليها وعن المنصب الذي يعتليه والمقام الذي يدعيه بأبلغ من مسوؤليته عن نفسه وإلا كانت النتيجة كما رسمها أمير المؤمنين فيما سبق وما يلي: (وإن الناس ينظرون في أمورك في مثل ما كنت تنظر فيه من أمور الولاة قبلك، ويقولون فيك ما كنت تقول فيهم!!!).