بسم الله الرحمن الرحيم
لقد سعى الأنبياء والأولياء عليه السلام إلى علاج مرض قسوة القلب وكم وردت منهم تحذيرات في ذلك وذكروا لذلك علامات كما هو وارد في الحديث: (ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب).
فعلامة قسوة القلب الظاهرية جفاف الدمع عند حصول ما يستوجب ذرفها وإنهمالها كالدعاء والمناجاة وتلاوة آيات القرآن أو سماعها وكذلك عند ذكر أو استماع مجالس احياء مصاب سيد الشهداء عليه السلام.
لكن الرواية أيضاً تشير إلى سبب ومنشأ هذه القسوة في القلوب التي تعني جفاف ماء الرحمة من القلب الذي يحرك ماء العيون لتجري من المآقي على صفحات الخدود.
وهذا السبب هو كثرة الذنوب.
ولأن أهم من واجه مشكلة قسوة القلوب هو الإمام السجاد عليه السلام حيث عايش قلوباً وصلت بها القسوة حد قتل ابن بنت الرسول صلى الله عليه واله وسلم وذبح رضيعه في حجره ورض صدره الشريف بحوافر الخيول. لكن يد الإمام السجاد امتدت إليهم لتستنقذهم بفنون الدعاء والمناجاة فكانت جوهرته الملكوتية الثمينة المسماة (الصحيفة السجادية) وكانت كذلك رسالته الحقوقية، ولعل الإعتناء بأدعية الصحيفة السجادية من خلال اعتماد برنامج لختم أدعيتها المباركة بالقراءة والشرح قد يؤثر في علاج مرض قسوة القلوب ويستنقذها من حالة الجفاف قبل التصحر...
والحمد لله رب العالمين