بسم الله الرحمن الرحيم
سنوات مرت على عروج الإمام روح الله إلى ما أسماه هو المقر الأبدي... وما يلفت أول ما يلفت في وصيته الخالدة أنه ضمنها الإستئذان من الإخوة والأخوات بالرحيل...
لكأن الرحيل كان توقاً عنده لذلك يبدو الإستئذان كأنه اعتذار للمحبين والمتعلقين به...
وما يلفت أيضاً فيها هو أنه رغم ما كان يطالعنا فيه في كتبه من شدة اتهامه لنفسه وقوله لعبارات لا اكررها لأني لا أسمح لنفسي أن أظن به سوءاً... وهو المقدس في ظاهره وسره عندي...
أكثر ما يلفت هو أنه عبر عن أنه راحل ومغادر بنفس مطمئنة... وهذا قد يكون دعاءاً...
وقد يكون اخباراً... ولعل هذا العظيم قد نما إليه شيء من عالم الغيب جعله يجزم بطمأنينة نفسه فخاطب جموع المحبين مواسياً لهم بأنه وصل إلى مقام طمأنينة النفس فغادر... ملبياً بنفسه المطمئنة نداء المولى: ﴿ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً﴾.