بسم الله الرحمن الرحيم
عود إلى قوله تعالى: "فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم..." حيث ورد في تفسير الصافي للفيض الكاشاني أنها نزلت في شأن غيبة القائم عجل الله فرجه الشريف...
ومما لا شك فيه أن غيبة المعصوم بمعنى عدم حضوره المباشر قد يؤثر على كثيرين حيث إن لقاءات المؤمنين مع المعصوم ولو على صعيد موسم الحج أو العمرة يرطب كل هذا الجفاف الذي تنشره الطواغيت والحكام الظالمون... فكيف في عالم مغرق إلى أذنيه في أوحال المادة والمادية...
ونحن نؤمن بأنه عجل الله فرجه الشريف رغم غيبته وعلى قاعدة ما جاء في الرواية "كالشمس إذا جللها السحاب".
إن ألطاف صاحب العصر والزمان المعنوية والروحية والمادية التي هي من آثار وجوده وألطاف تدخلاته من وراء ستار الغيبة وأعمال ولايته سبب العناية الإلهية بالناس فضلاً عن المؤمنين.
ولكن يبقى لدينا مهام لترطيب أرواحنا من خلال آداب العلاقة معه عجل الله فرجه الشريف في زمن غيبته. ولا بد من اعداد برامج لذلك من الدعاء للإمام الحجة بتعجيل فرجه وتثبيت اليقين بحياته ووجوده وألطافه ونشر المعرفة به اسماً وصفات وعلامات ظهور، والمواظبة على زيارته والتصدق عنه وإهداء ثواب بعض الأعمال له حيث إن كل ذلك يحول العلاقة بما تتضمنه الأدعية والزيارات وغيرها من علاقة مع فكرة إلى علاقة مع حي موجود فاعل ومؤثر في الحياة المادية والمعنوية...
جعلنا الله وإياكم من أنصاره وأعوانه وتقوية سلطانه.
والحمد لله رب العالمين