بسم الله الرحمن الرحيم
ها أنذا من دار غربتي أخط رسالتي هذه إليك... يا حاضراً لا تدرك شمسه الغيوم... وأراني أنا الغريب...
سيدي ما عاد للقلب عزيمة على النبض وهو في غربة عنك... وأراها السنون بأيامها والليالي تركت وقع آثار خطوها على الرأس واللحية وفي القسمات... وكادت تحنى الظهر... وكم مرة خاطبت نفسي...
متى تكّفين عن سؤال متى...
وعن سؤال إلى متى أحار في مولاي...
سيدي كم سألت نفسي... حتى مَ يبقى ليلك مقروناً بسهاد كأنه الأبد...
وفي الأحشاء عطش بالغ الفتك... فمتى تردين يا نفس مع اقرانك عذب مائه فتمتلئين رياً...
سيدي لقد مللت الأسئلة وملتني... لكأني غدوت سؤالاً في فراغ لا رجع ثمة ولا صدى...
سيدي... أسألك ببهي طلعتك التي لا يعتريها أفول أن ترسل أشعتك على شغاف القلب بل إلى الفؤاد ليسكنني الحضور... وأسكن بالحضور...
وها أنا... كأنك استجبت فأجبت...
وكأني بك باتجاه الباب تعدو خطاك والمنتظرون وإياك نستبق إليه كلاً من جهته...