بسم الله الرحمن الرحيم
من أروع ما ورد منسوباً إلى الإمام الصادق عليه السلام الدعاء التالي: (اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني)1.
وتكمن الروعة في هذا الدعاء هو أنه مكنز لمعارف جليلة وجمة تبهر العقول وتحير اللبيب رغم صغر الحجم ومحدودية الكلمات.
لكأنه خلاصة الخلاصات في العلم والمعرفة والهداية، حيث تلوح منه بوارق فوائد ثلاث:
الأولى: هذا الخط من التوحيد الذي تبدو فيه المعارف الثلاث متصلة يفضي أولها إلى ثانيها وثانيها إلى ثالثها.
الثانية: هذا اللون العالي من توحيد الله في الفاعلية والمؤثرية حيث يعلمنا الإمام أن نطلب من الله التوفييق لمعرفته ومعرفة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ومعرفة حجته الذي هو الإمام المعصوم عليه السلام.
والثالثة: أن معرفة الإمام المعصوم هي ثمرة معرفة الله والرسول صلى الله عليه وآله بل هي كمال الثمرة المرجوة لهما، كما كانت الإمامة ثمرة النبوة ﴿اليوم أكملت لكم دينكم﴾2 وإلا كان الضلال عن الدين وباالتالي تكون معرفة الإمام ضمان الاستقامة على الصراط المستقيم ومنه يمكن الولوج إلى معنى الحديث: (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية)3.
1- الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 337
2- سورة المائدة / آية 3.
3- وسائل الشيعة ( الإسلامية ) - الحر العاملي - ج 11 - ص 492