بسم الله الرحمن الرحيم
إليها تشدّ رحال التائقين... وتهوي أفئدة العاشقين.. هي بيت المعشوق الأول والمحبوب الأزلي...
دون غيرها من البيوت...
مجردة من كل ملك... مطهرة من كل رجس... إذا وصلْت... ببدنك إلى فنائها.. استلبتك لحظات، وتسمرت عيناك هيبة على جدرانها... وتدافعت خطاك نحوها واستسلمت كفاك تريد لمسة من ركن من أركانها...
لا تدري ما الذي استباح المآقي فأجرى دموعها.. على أعتابها... تنحدر على الوجنات لتلتثم أرضاً تطؤها أقدام الطائفين...
هناك.. تشعر أنك لست عنها غريباً... بل إليها تنتمي وعندما تجلس قبالها... يخامرك إحساس بأنك في حضن يملأ كيانك حناناً... هو حنان أزلي اللون.
... لأن ما بينك وبينها عهد منذ كان ﴿وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ﴾، وهذا أوان إجابةٍ للقاءٍ بكعبة هي بيت الحبيب... حيث تطوف القلوب لتصلَ إلى العرش، بل إلى ذي العرش.