بسم الله الرحمن الرحيم
عن أمير المؤمنين عليه السلام: (الراضي عن نفسه مغبون).
في ظل هذه الحكمة العلوية يمكن لنا القول إن البعض قد يفهمها في إطار العمل فيجعلها
ناظرة إلى الإنتاجية وكثرة العمل، فيستغرق في العمل ويحسب أنه بكثرة إنتاجيته
العملية قد أدى القسط اللازم عليه اتجاه وظيفته ودوره.
وبالتالي فإن سعى للزيادة فإنما يكون مصب نظره وجهده كثرة الإنتاج والعمل...
إلا أن هذا الإنسان العامل الذي يستهلك طاقته وجهده ووقته في ذلك هو من حيث لا يشعر
ولا يريد سيصل في وقت ما إلى مكان إن لم نقل يتراجع فيه عما وصل إليه فعلى الأقل
كمن يراوح مكانه، بمعنى أنه يتحرك ولكن حركته في المكان دون تقدم وهذا معنى الغبن.
حيث إن رضا الإنسان بما هو عليه يُثقل خطاه نحو التطوير وبالتالي التقدم.
وهذا يفضي بنا إلى القول إنه لابد لنا من الخروج من هذا الاشتباه الذي يتجمد بنا
أفرادا ومؤسسات عند نجاحات ما حققناه في أزمنة ما إلى دوام التطوير الذي لا يكون
إلا بتحصيل كل ما يؤدي إلى تطوير الأداء وذلك من خلال العمل على تنمية الخبرات وصقل
المواهب وتطوير المهارات وتنمية الخبرات.
فلا نتأخر عن الإشتراك في الدورات التدريبية والورش التي تجعلنا فعّالين في ميادين
أعمالنا وإلا فإذا ما سنحت الفرص لمؤثرية أكبر وفعالية أعلى ولم نكن حائزين على
المهارات والخبرات الملائمة فإننا حتماً سنكون مغبونين ولن يكون لنا حينها عذر
بأننا كنا مشغولين بالعمل والإنتاج.