بسم الله الرحمن الرحيم
عن الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق عليه السلام : " الثوب النقي يكبت العدو" 1.
إن الذي كان له اطلاع على ما ورد من روايات عن النبي صلى الله عليه واله وأهل بيته الأطهار يرى هذا التركيز منهم عليهم السلام على مسألة النظافة والعناية بها، سواء كانت تتعلق بالمسكن وما يجاوره كما جاء عن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله : " اكنسوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود" 2 أو بالبدن وما يستره ولا أدل على ذلك من تشريع الوضوء والأغسال ومستحبات الطعام وغير ذلك.
ذلك لما لها من آثار صحية ونفسية على الفرد والمجتمع، فإن لها أثراً هاماً في ما يترك للآخرين من انطباع وصورة عن الإسلام ومجتمع المسلمين، حيث يوجد الاحترام والتقدير والإعجاب، ولا أقل من كون النظافة ليس فقط تزيل ما يؤدي إلى نفور غير المسلمين من التواصل معهم أو استثقالهم والتردد وعدم الرغبة في ذلك مما يوجد موانع من قبولهم لهذا الدين. فصحيح أن التلوث هو للبيئة أو للثوب أو لغيرهما إلا أنه لا شك ينسحب في الأذهان على الفكر والمعتقد والحضارة والقيم ليشوهها.
ومن جهة ثانية وبالاستفادة من الرواية الأولى فإن الكبت يأتي بمعنى صرع العدو ومنعه من الظفر واصابته بالخيبة ذلك لأن النظافة والحرص على حسن المظهر تفقد العدو مادة يمكن أن يستفيد منها في حربه على ديننا وقيمنا وأخلاقنا وعلينا أفراداً ومجتمعاً.
وربما تشير الرواية إلى أن نقاء الثوب سواء أريد به ما يستر البدن أو ما يستر العيوب وهو التقوى درع من سهام الأعداء، بل يوجب الهيبة في قلوبهم. وعليه فالنظافة وحسن المظهر للمجاهدين وحسن التنظيم المعتمد في الجيوش لا يشك أحد من أصحاب الاختصاص بأهميتها في ايجاب الهيبة في نفوس الأعداء. وإذا كنا نعتبر أنفسنا معاشر المبلغين مجاهدين على ثغور العلم والهداية فنحن أولى من يفترض أن يأخذ بهذه الحكمة.
1-وسائل الشيعة،ج1،ص378
2-وسائل الشيعة،ج1،ص320