جاء في إحدى خطب الإمام علي بن أبي طالب في نهج البلاغة قوله عليه السلام: "... وليس امرؤٌ وإن عَظُمَت في الحقِّ منزِلتُهُ وتقدَّمت في الدِّين فضيلتُهُ بفوق أن يُعانَ على ما حَمَلَّه اللهُ من حقِّه".
هذا الكلام يشكل قواعد ذهبية في تعامل أصحاب المهام العامة ومن كانوا في مواقع الإدارة والقيادة، ويمكن استلهام بعضها والاستفادة منها وهي:
1 – أساس العمل العام أي ما كان ذا أبعادٍ تَمِسُّ المجتمعات هو التعاون على أداءِ الوظائف والمهام، وتحقيق الأماني والأهداف.
2 – على من يتحمل المسؤوليات العامة أن يتواضعَ بل أن يتيقَّن أنه محتاج بعد اللّه تعالى إلى إعانة الآخرين له.
3 – لا بُدَّ من الاستفادة من كل الطاقات مهما صَغُرت وقلَّت قدرتُها وخبرتها، وعدم الزهد فيها، وهذا ما يلفت إليه عليه السلام بقوله: "... ولا امرؤ وإن صغّرته النفوس واقتحمته العيون، بدون أن يعين على ذلك".
4 – نبذ اللامبالاة وعدم الاكتراث بالآخرين الذين يقومون بوظائف وأدوار قد تكون بنظرنا حقيرة وهموماً صغيرة أو خارج دائرة الأولويات، لأنّ مسألة بثّ روح التعاون، والتشارك في حمل الهموم وأداء المهام وتحمل المسؤوليات لها الأولوية، وهذا ما ربما أشار إليه عليه السلام حيث يكمل كلامه أعلاه بقوله: "... أو يُعان عليه".
فالتعاون بين أبناء المجتمع هو بنفسه أولوية بغض النظر عن متعلقاته.
5 – عدم الإستئثار بالمسؤوليات والمناصب وعدم احتكارها، لأنّ هذا يمنع بناء الخُبُرات، وكذلك يمنع نقل التجارب إلى الأجيال القادمة.