عندما تقرأ عن آثار وثواب البكاء على الإمام الحسين عليه السلام يأخذ بعضنا العجب من ذلك سواء ما كان في هذه الدنيا أو في الآخرة، وقد يتخيّل البعض أنّ هذه الآثار هي لذلك التركيب المادي السائل الذي اسمه الدموع، أي لتلك القطرات المالحة الجارية من العين على الخدود، وقد يلجأ بعض المُغَالين في الأبعاد العلمية إلى تحليل هذه الدموع في المختبرات ليعرفوا سرّ تلك الدموع؛ إلا أنّ عشَّاق الإمام الحسين عليه السلام لا يحتاجون في معرفة أثر تلك الدموع إلى مختبرات وتحاليل ودراسات، فهم بالوجدان يشعرون بأثرها وبركتها، برداً في القلوب، وراحة في النفوس...
فليس مصدر الدمع عند الباكين على الحسين عليه السلام المُحبين له هو المآقي... وإنما يرتبط بالقلب، فمتى ما وُجد قلبٌ سليم الفطرة، رقيقاً استجابت له العيون بذرف الدموع كيف وقد أخبر الصادق عليه السلام :"إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد أبداً"1 وهيهات أن تبردَ حتى يأتي الآخذُ بالثأر| ليملأ هذا العالم عدلاً، ويمحو أثرَ خطو الظالمين على صفحات العالم والنفوس.
1-جامع أحاديث الشيعة، السيد البروجردي، ج12، ص556.