قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ﴾1.
روي عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام: "والله ما قتلوهم بأيديهم ولا ضربوهم بأسيافهم، ولكنهم سمعوا أحاديث فأذاعوها، فأُخذوا عليها فقتلوا، فصار قتلاً واعتداءً ومعصية"2.
هذه الآية والرواية المفسرة لها تحمِّل مذيعي الأسرار وناقلي الأخبار مسؤولية قتل الأنبياء عليهم السلام.
وهو أمر مرعب على كل مؤمن أن ينتبه إليه ويحذر منه ويكون واعياً حكيماً شديد الحذر من كل خبر سمعه أو معلومة وردته.
والمشكلة في هذه الأيام أنَّ ثمة ثورة على صعيد الاتصالات بما يجعل الإنسان قادراً على نشر شائعة ما أو إذاعة خبر ما على دائرة بحجم الأمة كل الأمة وفي أوقات قياسية من حيث السرعة.
فلو أدى نشر خبر في أزمنة ما قد يؤدي إلى قتل فردٍ قد يكون نبياً أو ولياً سيجعل المذيع والناشر شريكاً في دم النبي أو الولي أو غيرهما، فإن ما يحصل في هذه الأيام خطر إلى درجة أنه قد يؤدي ليس فقط إلى قتل فرد بل إلى قتل مجموعة من خلال نشر بعض الأخبار على صفحات الانترنت أو الهواتف النقالة الذكية وعبر خدماتها المقدمة عبر برامج خاصة لها.
وبعض ما يتناقل على هذه الأجهزة يجعل العارضين لهذه الأخبار عملاء ومخبرين مجانيين لأجهزة مخابرات معادية، لا نستغرب أن تعمد هذه الأجهزة إلى تكريم هؤلاء ومنحهم أوسمة لخدماتهم الجليلة خصوصاً أنها مجانية.
وهناك جانب آخر لا يقل خطورة عن ما سلف وهو أن بعض الأخبار هو أشبه بخناجر تضرب في عواطف أبناء الأمة، ومشاعرهم، بما يمكن أن نعتبره مساهمات في قتل معنويات الأمة بما يؤدي إلى هزيمتها وسقوطها أمام غزوات الأعداء المختلفة الألوان من ثقافية إلى غيرها...
فعلينا الحذر وتحذير شبابنا من ذلك وإلا كانوا شركاء في قتل الأمة...
1- البقرة: 61.
2- الكليني، ج2، ص271.