الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1648 22 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 24 كانون الأول 2024 م

اغتنموا أيّام الله

بابُ المعروفِكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من النساء من أرجاء البلادكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع مدّاحي أهل البيت (عليهم السلام) وشعرائهم، في ذكرى ولادة السيّدة فاطمة الزّهراء (سلام الله عليها)الصبر في العمل مراقبات

العدد 1647 15 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 17 كانون الأول 2024 م

السيّدة الزهراء (عليها السلام) نصيرة الحقّ

وَهِيَ الْحَوْرَاءُ الْإِنْسِيَّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع مختلف فئات الشعب بشأن التطوّرات في المنطقةانتظار الفرج
من نحن

 
 

 

التصنيفات
مرآة الفكر
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

... لنكمل مع الإمام علي عليه السلام ما بدأه من حكمة إذ قال: "العلم وراثة كريمة والآداب حلل مجددة" بأن أضاف إلى ذلك "والفكر مرآة صافية"1 ليس خفياً أنه تارة يراد بالفكر القوة المفكرة، وأخرى يراد به حركة هذه القوة، ويظهر كما ذهب إليه بعض من شرح نهج البلاغة أن المراد هنا هو نفس القوة المدركة العاقلة... وبالتالي فالمراد هو الآلة العاملة لا عملها.

وربما يستفاد ذلك من استعارة أمير المؤمنين لفظ المرآة للإشارة إلى هذه القوة مع وصفها بالصافية؛ وبالتأمل في ذلك نفهم أنه عليه السلام أشار إلى أن الإنسان مزود بقوة من الله وظيفتها مساعدته على تحصيل العلوم، وإزالة الغوامض، وازاحة أستار الجهل وظلماته، وهذه القوة بإعمالها تصبح الأمور جلية وواضحة وضوح الصورة في المرآة الصافية.

بمعنى أن الحقائق والمعلومات تنطبع نقية جلية على صفحة الفكر بشرط صفائه. وفي ذلك إلفات إلى أمور أولها أنه كما أن من شروط انطباع الصور في المرآة كون الأجسام في دائرة مجالها، كذلك ليكتشف الفكر الحقائق ويدركها لا بد أن يتوجه إليها وأن تكون من ما يقع في دائرة عمله وفي مجال رمايته، ومن جهة متممة لهذه الإلفاتة علينا توجيه الفكر إلى نفس المطلوب لا إلى غيره بمعنى عدم استنزاف قدرة الفكر بما يكون على هامش الحقيقة ولا يقع في طريقها ومؤدياً إليها.

وثانياً لتنعكس الصورة كما هي في صفحة المرآة لا بد من خلوها من العيوب التكوينية أي أن تكون جيدة الصقل وإلا فإن ما تعكسه مع كونها غير مصقولة جيداً سيكون مشوهاً في شكله وحجمه، فالفكر كذلك إذا بُنِيَ على أوهام وضلالات جعلت ثوابت فإنها ستكون هي المشكِّلة لما ينطبع على صفحة الفكر، وعندها باختصار فالمرتسم بعد أعمال الفكر لن يكون إلا مسخ الحقيقة لا نفسها، مسخته الأوهام والضلالات والعقائد الباطلة والخرافات.

وثالثاً لا بد لوضوح الصورة في المرآة من نظافتها من الغبار والأوساخ وغيرها مما يشكل مشوشات ومزاحمات تمنع ظهور الصورة واضحة جلية، فما لم يتم عزل الهوى وضوضاء الآراء فإنّ طبقة من الغبار وأمثاله ستتشكل على صفحة الفكر. والمرتسم حينها لن يكون واضحاً لوجود المشوشات وبالتالي فإن ما تعكسه مرآة الفكر في أحسن الأحوال سيكون شبح الحقيقة وليس الحقيقة.

والحمد لله رب العالمين


1- نهج البلاغة 4/3.

18-07-2014 | 16-28 د | 1555 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net