الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1648 22 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 24 كانون الأول 2024 م

اغتنموا أيّام الله

بابُ المعروفِكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من النساء من أرجاء البلادكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع مدّاحي أهل البيت (عليهم السلام) وشعرائهم، في ذكرى ولادة السيّدة فاطمة الزّهراء (سلام الله عليها)الصبر في العمل مراقبات

العدد 1647 15 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 17 كانون الأول 2024 م

السيّدة الزهراء (عليها السلام) نصيرة الحقّ

وَهِيَ الْحَوْرَاءُ الْإِنْسِيَّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع مختلف فئات الشعب بشأن التطوّرات في المنطقةانتظار الفرج
من نحن

 
 

 

التصنيفات
منع الموجود
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

ومن ما قصُر من حكم الإمام علي عليه السلام الواردة يف نهج البلاغة قوله عليه السلام: "منع الموجود سوء ظنٍّ بالمعبود".

لا يخفى ما في هذه الحكمة على وجيز عباراتها من مضامين تفصح عن غناها بالمعاني؛ فهي بمنطوقها قائلة إن من كان لديه ما يقضي به حوائج المحتاجين لا سيما المال ثم يبخل بالعطاء فإنما يكون فعله هذا كاشفاً ليس فقط عن ضعف ثقته بالرازق الذي هو الله بل عن سوء ظنٍّ به، فمنشأ البخل حقيقة هو سوء الظن بالله تعالى كما أفصحت عن ذلك بعض الروايات قارنة البخل بالجبن؛ وأما كون منع الجود سوء ظن به تعالى فيمكن تصوير ذلك من وجوه:

1- للخشية من أن لا يخلف الله على الباذل ويرزقه عوض ما أعطى أو بمعنى آخر فإنه مع كون الله تعالى وعد المتصدق الخلف بل المضاعفة فإن المنع يكون خشية من أن يخلف الله وعده ويرجع عنه وهذا من أسوء أنواع سوء الظن به تعالى؛ ولعل هذا الوجه هو أول المتبادر من الحكمة.

2- أو لأن بعض من يبخل قد يبخل تحوطاً من نكبات الدهر وصولاته وهذا ربما يصور سوء الظن بالله تعالى على وجهين أنه اساءة للظن به تعالى من حيث اهماله لعباده وهو المدبر لأمورهم خصوصاً من أطاعوه في انفاق المال على الوجوه التي يحب ويرضى، وثانياً لأن هذا الإنسان ظن أن ماله واحتياله يمكن أن يمنع قدرة الله من ايصال ما تقتضيه إرادته إلى عباده وهذا فيه نسبة محدودية القدرة والعجز والضعف له تعالى.

3- أو لأن بعض أهل النعمة يتوهمون أن الله إنما أنعم عليهم بها كرامة لهم ليتمتعوا بها أو ليكنزوها ويخزنوها كما جاء في قوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (1) وقد صرح في الآية أنه عزَّ وجلَّ إنما يعطي ويمنع ابتلاءً واختباراً.

وهذا سوء ظن بحكمته تعالى وعدله ثم اتبع ذلك بالإشارة إلى عدم إكرامهم لليتيم وعدم الحض على طعام المساكين وأكل التراث أكلاً لما وحب المال حباً جماً ليأتي بعدها كشفه عن مستوى ندم الباخلين يوم القيامة حيث يقول واحدهم: ﴿ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (2).

4- أو لأن الباخل قاس الله على نفسه وشبه الباري به وبأمثاله من بني البشر حيث إنه قد لا يجود فيكرر العطاء خشية نفاد ما عنده وقد صور ذلك تعالى حيث قال: ﴿ قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وَكَانَ الإنسَانُ قَتُورًا (3).


(1) سورة الفجر، الآية: 15.
(2) سورة الفجر، الآية: 24.
(3) سورة الإسراء، الآية: 100.

29-01-2015 | 14-35 د | 1489 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net