الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1648 22 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 24 كانون الأول 2024 م

اغتنموا أيّام الله

بابُ المعروفِكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من النساء من أرجاء البلادكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع مدّاحي أهل البيت (عليهم السلام) وشعرائهم، في ذكرى ولادة السيّدة فاطمة الزّهراء (سلام الله عليها)الصبر في العمل مراقبات

العدد 1647 15 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 17 كانون الأول 2024 م

السيّدة الزهراء (عليها السلام) نصيرة الحقّ

وَهِيَ الْحَوْرَاءُ الْإِنْسِيَّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع مختلف فئات الشعب بشأن التطوّرات في المنطقةانتظار الفرج
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الحريَّةُ للّعَقْل
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

وكان من حِكْمة أميرها قوله عليه السلام: "اليأْسُ حُرٌّ، والرَّجاءُ عَبْدٌ" إنَّ الرجاءَ حالةٌ نفسية تعني فيما تعنيه توقّع حصول المطلوب، وربما يكون المعنى أحياناً توقّع قرب حصول المطلوب،وأما اليأس فهو ضدّ الرجاء،وقد يفسّره البعض بما يقابل الرجاء تَقَاْبُلِ الملكة وعدمها، فاليأس حينها يكون عدم الرّجاء عما من شأنه أن يكون راجياً، وبالعودة إلى الحكمة من الواضح أنّ وصَف اليأس بصفة الحرية والرجاء بالعبودية لم يكن على نحو الحقيقة، إذ لا يصح الوصف إلا على نحو من أنحاء المجاز،أو الادّعاء وذلك بحسب المرجو والميؤس، وهذا يشمل نفس المطلوب وكذلك مصدره ومعطيه ومن يجود به وبالآخر مُفيضه.

وقد تتصور العبودية للمطلوب والحرية أمامه،إذ عندما يرغب الإنسان بأمر ما سواء كان أمراً مادياً من علائق الجسد كالشهوات والرغبات، فان شدة توقع حصولها يدفع الإنسان إلى ترقبها وانتظارها والتعلق بها،ويدفعه إلى تقديم كل ما يوصله إليها وهذا يصيره عبداً لها لان بذلك الشوق والحب والميل يسلب الإنسان الإرادة والقدرة على مقاومة تلك الميول والرغبات ،فالإنسان يصبح عبداً للشهوة والرغبة من جهة ولمن بيده أن يعطيه إياها وهو المرجو ،وتتجلى مظاهر هذه العبودية بأن يجدّ ويجتهد في مصالح المرجو واقفاً على بابه متذللاً معملاً جوارحه في تبجيله وتعظيمه،فتظهر تودّداً بل تملّقاً لعلّه ينال رضاه أو عطفه فيمنَّ عليه برغبته ويقضي حاجته ويحقق أمله.

وهذا هو التذلل والعبد بأجلّى وأرقى مظاهره بل معانيه فيكون العبد هنا هو صاحب الرجاء ،وأما كون اليأس عبد فقد ظهر أن المقصود في الغالب هو أن اليائس هو الحرّ وقد ظهر من ما سبق من بيان عبودية الراجي كون اليائس حراً إذ عندما ييأس الإنسان وينقطع رجاؤه من أمر ما من الشهوات والرغبات وما تصبو إليه الأنفس ،ينزع من قلبه ومن نفسه عقال سلاسل التذلل والخضوع بقلع مادة الرغبة وأسس الشهوة فكما ظهر أن الراجي حتى يكون متصفاً بالعبودية لا بدّ أن تكون شهواته قائدة لنفسه حابسة لعقله بأقفال الأطماع .فالعبودية ناشئة من انجراف النفس وقواها خلف الشهوات وناشئة من متابعتها لها.

وأما اليائس المتحلي بصفة الحرية من حيث كونها فضيلة نفسانية ولتكون كذلك يجب أن تكون أمام غير الله تعالى ولا يكون اليائس حراً إلا إذا انقهرت شهوته وذلت أهوائه وخضعت أطماعه لسلطان عقله.

وكأن الحكمة آتية لتقول: إن الحرية حقا لا تحصل إلا لمن خضعت شهوته وميوله لعقله وعكساً كلما غلبت الشهوة العقل كانت العبودية والرقية أشدّ.

01-05-2015 | 14-17 د | 1685 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net