الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1648 22 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 24 كانون الأول 2024 م

اغتنموا أيّام الله

بابُ المعروفِكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من النساء من أرجاء البلادكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع مدّاحي أهل البيت (عليهم السلام) وشعرائهم، في ذكرى ولادة السيّدة فاطمة الزّهراء (سلام الله عليها)الصبر في العمل مراقبات

العدد 1647 15 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 17 كانون الأول 2024 م

السيّدة الزهراء (عليها السلام) نصيرة الحقّ

وَهِيَ الْحَوْرَاءُ الْإِنْسِيَّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع مختلف فئات الشعب بشأن التطوّرات في المنطقةانتظار الفرج
من نحن

 
 

 

التصنيفات
التوبة إلى الله
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

التوبة هي باب الأوبة إلى الله تعالى، وهي بعدُ تركُ المعاصي في الحال، والعزمُ على تركها في المستقبل، وتدارك ما ارتُكب منها. والتوبة مراتب، فمرّةً تكون من ذنوب الجوارح، وثانيةً من رذائل النفْس، وثالثةً من الغفلة عن ذكر الله جلّ جلالُه.
ما يلي قبسات من كتاب (تذكرة المتّقين) للعالم العارف الشيخ محمّد البهاري الهمداني، رحمه الله تعالى.

إعلم أنّ التوبة من المعصية أوّل طريق السالكين إلى الله، ورأسمال الفائزين، ومفتاح استقامة المريدين، وأصل النجاة، وبالتوبة تُجتَنب المهالك، وقد وردت الآيات والأخبار الصحيحة بفضلها. ويكفي قوله جلَّ شأنه: ﴿..إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِين ..﴾ البقرة:222، وقول النّبيّ صلّى الله عليه وآله: «التّائب من الذّنب كَمَنْ لا ذنب له».

والمعنى الفقهيُّ للتوبة هو: تركُ المعاصي في الحال، والعزم على تركها في المستقبل، وتدارك ما كان ارتكبه، ونشر بساط الوفاء، وتُطلق التوبة أيضاً على مُطلَق الندم.

لو علم الإنسان أنّ انحصار السعادة الأبديّة في لقاء الله تعالى في دار القرار، لَعَلِمَ:

1- أنّ المحجوب عنه شقيّ مُحترق بنار الفراق في دار البوار، وأغلظ الحُجُب هو حجاب اتّباع الشهوات وارتكاب السيّئات، لكونها إعراضاً عن الله تعالى بمتابعة عدوّه الشيطانِ والهوى، بل بعبادتهما في الواقع بمفاد القول:«من أصغى إلى ناطقٍ فقد عَبَده».

2- ولَعَلِم أيضاً أنّ الانصراف من طريق البُعد للوصول إلى القرب واجب، ولا يتمّ الانصراف إلاّ بالأمور الثلاثة المذكورة آنفاً في المعنى الفقهي للتوبة.

والسبب في ذلك أنّه كما إذا شرب شخص سمّاً، فإذا كان يريد صحّة بدنه، فيجب عليه فوراً أن يبذل الجهد ليتخلّص من ذلك السمّ بالطريقة الممكنة، وإذا تساهل فسيهلك نفسه فوراً. وسموم المعاصي كذلك، فإذا تساهل العاصي في التوبة، فكثيراً ما تكون النتيجة موته فوراً، ويُختم له بالشرّ، نعوذ بالله تعالى.

موارد التوبة

واعلم أنّك لا تخلو من المعصية في جوارحك، ومن الغِيبة والأذيّة والبُهتان وخيانة البصر وغيرها من صنوف المعاصي وأنواعها.

ولو فرض خلوّك منها، فلا تخلو من الرّذائل في نفسك والهمِّ بها.

وإن سَلِمْتَ، فلا أقلّ من غفلة وقصور في معرفة الله وصفات جماله وجلاله، وعجائب صُنعه وأفعاله.

ولا ريب في أنّ تلك منقصة فيك، ويجب الرجوع عنها، ولذا تجب التوبة عليك في كلّ آنٍ من آنائك.

فبناءً على ما ذكرنا، لو تأمّلت حقّ التأمّل في الجنايات الواردة عليك باختيارك وإرادتك، لطار اللّون من وجهك، والنوم من عينيك، والعقل من رأسك، ولكنّ هيهات.

شروط التوبة المقبولة

إعلم أنّ الله جلّ وعلا يقبل الصحيح من التوبة بشرط أن تغسل بماء العين أدرانَ المعاصي، بعد إضرام نار الندم في القلب، وكلّما كان تأثير الندم فيه أكثر، فإنّ ذلك سبب مزيد الأمل بتكفير الذنوب، وعلامةُ الصدق، لأنّه يجب إبدال حلاوة شهوة المعاصي بمَرارة الندم، لِيَكون ذلك علامة تبدّل السيئات بالحسنات.

ألم تسمع قصة نبيٍّ من أنبياء بني إسرائيل، وقد سأل الباري جلّ شأنه قبول توبة عبدٍ من عباده، بعد أن أمضى ذلك العبد سنين في الجدّ والاجتهاد في العبادة، فجاء الجواب: وعزّتي لو شفع فيه أهل السماوات والأرض لن أقبل توبته، ما دامت في قلبه حلاوة الذنب الذي تاب منه.

من هنا قالوا بوجوب إذابة اللحم الذي نبت من الحرام، لأنّه لحم فاسد، وهو يفسد اللحم الصحيح، والله المستعان.

كذلك يجب أن يتعلّق قصد التائب بترك كلّ محرّم وأداء كلّ واجب في الحال، وعلى الدوام في الاستقبال إلى حين الموت، وأن يتدارك كلّ ما فاته في الزمن السابق.

ويجب أن يجيل فكره من حين البلوغ، بل وقبل البلوغ، فيتذكّر حالاته الماضية حالةً حالة، ليرى ماذا فعل؟ مَنْ جالس؟ بِمَال مَنْ فرّط؟ أعمّ من العمد والخطأ، وأعمّ من التكليف وعدم التكليف، يحسب ذلك جميعاً، فإذا كان ذوو العلاقة موجودين، ولو وَرَثتُهم، يتسامح منهم، وإلّا فليدفع بعنوان ردّ المظالم عند القدرة والاستطاعة.

ولينظر ماذا ترك من الطاعات فيقضيه، وإذا كانت قد ترتّبت عليه فليدفعها، وليُوصل ما بقيَ في ذمّته من الحقوق الأخرى من قبيل الخمس وحقّ الإمام والزكاة إلى أصحابها، وحذار أن ينسى عملاً يحتاج إلى تدارك وتعويض، ويخرج من الدنيا دون أن يتداركه، فيبقى في العذاب الأبديّ.

وإذا نقض توبته – لا سمح الله – وارتكب المعصية أيضاً، فليَتُب مجدّداً ولا يبعثه نقضُ التوبة على الكسل، فإنّه أرحم من كلّ رحيم.


* مجلة شعائر

06-11-2015 | 14-34 د | 1483 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net