الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1648 22 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 24 كانون الأول 2024 م

اغتنموا أيّام الله

بابُ المعروفِكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من النساء من أرجاء البلادكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع مدّاحي أهل البيت (عليهم السلام) وشعرائهم، في ذكرى ولادة السيّدة فاطمة الزّهراء (سلام الله عليها)الصبر في العمل مراقبات

العدد 1647 15 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 17 كانون الأول 2024 م

السيّدة الزهراء (عليها السلام) نصيرة الحقّ

وَهِيَ الْحَوْرَاءُ الْإِنْسِيَّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع مختلف فئات الشعب بشأن التطوّرات في المنطقةانتظار الفرج
من نحن

 
 

 

التصنيفات
ولادة النبيّ الأعظم ‏(ص) وحفيده الإمام الصادق(ع)
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

النسب المبارك:
يعود نسب النبيّ (ص) إلى هاشم بن عبد مناف الذي تنتسب إليه أشرف أُسرة في مكّة هي أُسرة بني هاشم.
فهو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلّب بن هاشم بن عبد مناف، المنحدر من ذريّة عدنان أحد أحفاد نبيّ الله إسماعيل بن إبراهيم (ع)[1]. وكان جميع آبائه موحّدين مؤمنين على دين الحنيفية الإبراهيمية، بل كان فيهم الصدّيقون من أنبياء مرسلين أو أوصياء معصومين[2]، قال الله تعالى: ﴿الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين[3].
 
الولادة المباركة:
ولدته أمّه آمنة بنت وهب من بني زهرة في مكّة المكرّمة في منزل أبيه عبد الله بن عبد المطلّب في شعب أبي طالب يوم الجمعة في السابع عشر من شهر ربيع الأول على الأشهر في عام الفيل الموافق لسنة 571 للميلاد قبل البعثة النبوية بأربعين سنة[4]. وقد صاحبت ولادته المباركة حوادث مختلفة في السماء والأرض، وخاصّة في الشرق، فاضطرب إيوان كسرى أنوشيروان، وسقطت أربع عشرة شرفة من شرفاته، وغير ذلك[5].
واستقبله جدّه عبد المطلّب بن هاشم بالغبطة والسرور، فقد كان أبوه عبد الله مسافراً إلى الشام في تجارة فمات في المدينة قبل ولادة النبيّ (ص)[6]، ودفن في دار النابغة قيس بن عبد الله[7].
رضاعه:
 لم يرتضع الرسول (ص) من أمّه سوى ثلاثة أيام، ثمّ حظيت بشرف إرضاعه حليمة السعدية بنت أبي ذؤيب من بني سعد[8]. فقد رأى عبد المطّلب أن يرسل حفيده إلى البادية ليكمل رضاعه هناك، وينشأ ويترعرع في البادية، ليكتسب اللغة الصحيحة، والقوّة والمناعة[9].
 
النبيّ في كفالة جدّه:
فَقَدَ النبيّ(ص) أمّه بعد عودته من حيّ بني سعد وله من العمر ست سنوات على أشهر الروايات، وأصبح بذلك يتيم الأبوين، فعاش في كفالة جدّه عبد المطلّب، الذي كان يرعاه خير رعاية، ولا يأكل طعاماً إلّا إذا حضر، وكان يفضّله على سائر أبنائه.
 
النبيّ في رعاية أبي طالب:
قبل أن توافي المنية عبد المطلّب كان قد جمع أولاده العشرة وأوصاهم بابن أخيه محمّد (ص) ولمّح لهم بما سيكون من شأنه في المستقبل، وممّا قاله لهم: "قد خلّفت في أيديكم الشرف العظيم الذي تطؤون به رقاب العرب"[10].
وقد اختار عبد المطلّب من بين أبنائه أبا طالب ليكون هو من يكفل محمّداً بعده ويقوم برعايته، وذلك لسببين:
الزواج من خديجة:
أصبح محمّد(ص) شاباً، وأخذ اسمه يحتلّ مكاناً مرموقاً في أوساط قريش فعُرف بصدق الحديث وعظيم الأمانة وكرم الأخلاق. وفي عمر السابعة والثلاثين، أي قبل البعثة بثلاث سنوات أو في السنة الخامسة والثلاثين، أي قبل البعثة بخمس سنين، تزوج بخديجة بنت خويلد زوجته الأولى بعد عودته من رحلته الثانية إلى الشام، وقيل إن عمره كان أكثر من ذلك بعدّة سنوات أي في سن 30 أو 37 سنة.
ونكاد نقطع بسبب كثرة النصوص، أنّ خديجة هي التي بادرت أولاً وأبدت رغبتها في الزواج من محمّد (ص) بعدما رأت فيه من الصفات النبيّلة ما لم تره في غيره.
ويرجّح كثير من المؤرّخين أن يكون عمر خديجة حين زواج النبيّ بها ثمانية وعشرين عاماً وليس أكثر من ذلك[11].
كما أنها لم تتزوّج قبله بأحد قطّ، وإنّما تزوّج بها النبيّ (ص) وكانت بكراً. وأمّا النصوص التي تفيد أنّها تزوّجت قبله برجلين هما: عتيق بن عائذ المخزوميّ، ثم أبو هالة التميميّ، فإننا نحتمل جداً أن تكون مما صنعته يد السياسة بهدف إلحاق الأذى بشخصيتها وشأنها بين الناس، خصوصاً مع الالتفات إلى شخصية عتيق[12].
 
مكانة النبيّ محمّد قبل البعثة
أصبح النبيّ محمّد (ص) في مطلع شبابه موضع احترام في مجتمعه، لِمَا كان يمتلكه في شخصيّته من وعي، وحكمة، وإخلاص، وبُعد نظر. وقد اشتهر بسمّو الأخلاق، وكرم النفس، والصدق والأمانة حتّى عُرف بين قومه بالصادق الأمين، كما اشتهر برجاحة عقله، وصوابية رأيه حتّى وَجَدَ فيه المكّيون والقرشيّون سيّداً من سادات العرب الموهوبين، ومرجعاً إليهم في المهمّات وحلّ المشكلات والخصومات[13]. وكان الناس يتحاكمون إلى النبيّ (ص) في الجاهلية، لأنّه كان لا يداري ولا يماري[14]

الإمام جعفر بن محمّد الصادق (ع)
أولاً: لمحة تاريخية: ولد الإمام جعفر بن محمّد الصادق(ع) يوم الاثنين في السابع عشر من شهر ربيع الأوّل في المدينة المنوّرة سنة 83 هـ. وكانت ولادته المباركة في اليوم الذي ولد فيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم). وهو يوم عظيم البركة. وأبوه الإمام محمّد بن علي الباقر(ع) وأمّه الجليلة المكرمة فاطمة، المكنّاة بأمّ فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، التي روي في حقّها عن الإمام الصادق(ع) أنّه قال: "كانت أمي ممّن آمنت واتّقت وأحسنت، والله يحبّ المحسنين"[15]. وكان يقال للإمام الصادق(ع) ابن المكرّمة[16].  وبعد شهادة أبيه الإمام الباقر(ع) تسلّم الإمام الإمامة بوصية من والده. واستمرّت إمامته 34 سنة تقريباً من سنة 114هـ حتّى شهادته في سنة 148هـ.
ولقب الإمام(ع) بعدّة ألقاب: الصابر، الفاضل، الطاهر، الصادق، وهذا الأخير هو أشهر ألقابه.
وأما كنيته فأبو عبد الله، وأبو إسماعيل، وأبو عبد الله أشهرهما.
وقبل شهادته المباركة أوصى لابنه الإمام موسى(ع) بالإمامة من بعده[17]. وكانت شهادته في شهر شوّال سنة 148هـ مسموماً على يد المنصور، وهو ابن خمسٍ وستّين سنة، ودفن في جوار آبائه الطاهرين في البقيع في المدينة المنوّرة.
 
ثانياً: عبادته ومكارم أخلاقه
عرف الإمام الصادق(ع) بمكارم الأخلاق وأسماها، وكانت مناقبه كثيرة تفوت عدّ الحاسب، ويحار فيها الإنسان. وممّا ورد في عفوه عن الناس ما روي أنّ رجلاً أتاه(ع) فقال: إن فلاناً ابن عمّك ذكرك فما ترك شيئاً من الوقيعة والشتيمة إلّا قاله فيك، فقال أبو عبد الله(ع) للجارية: ايتيني بوضوء، فتوضّأ ودخل، فقلت في نفسي: يدعو عليه، فصلّى ركعتين، فقال: "يا ربّ هو حقّي قد وهبته، وأنت أجود منّي وأكرم، فهبه لي ولا تؤاخذه بي ولا تقايسه"، ثمّ رقّ فلم يزل يدعو فجعت أتعجّب[18].
وقد ورد في شدّة عبادته لله سبحانه وتعالى أنّه كان يسبح الله وهو راكع ستّين تسبيحة، فقد روى أبان بن تغلب قال: دخلت على أبي عبد الله(ع) وهو يصلّي فعددت له في الركوع والسجود ستّين تسبيحة[19].
وروي عن مالك بن أنس فقيه أهل السنة وإمامهم في ذلك العصر أنّه قال: "وكان جعفر بن محمّد لا يخلو من إحدى ثلاث خصال: إمّا صائماً، وإمّا قائماً، وإمّا ذاكراً، وكان من عظماء العبّاد، وأكابر الزهّاد الذي يخشون الله عزّ وجلّ، وكان كثير الحديث، طيب المجالسة، كثير الفوائد، فإذا قال: "قال رسول الله" اخضرّ مرّة واصفرّ أخرى حتّى ينكره من يعرفه.
ولقد حججت معه سنة فلمّا استوت به راحلته عند الإحرام كان كلّما همّ بالتلبية انقطع الصوت في حلقه وكاد يخرّ من راحلته، فقلت: قل يا بن رسول الله، فلا بدّ لك من أن تقول، فقال الصادق(ع): يا ابن أبي عامر، كيف أجسر أن أقول: لبّيك اللهم لبّيك"، وأخشى أن يقول عزّ وجلّ لي: "لا لبّيك ولا سعديك"[20].
 
ثالثاً: قبس من علمه
هناك شواهد كثيرة على عظمة الإمام الصادق (ع) العلمية، وهو أمر متّفق عليه من قبل علماء الشيعة والسنّة، فالفقهاء والعلماء الكبار يتواضعون أمام عظمته العلمية ويمدحون تفوقّه العلميّ، فأبو حنيفة يقول: لما أقدمه (جعفر بن محمد) المنصور بعث إليّ فقال: "يا أبا حنيفة إنّ الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيّئ له من مسائلك الشداد فهيّأت له أربعين مسألة، ثمّ بعث إليّ أبو جعفر وهو بالحيرة فأتيته، فدخلت عليه وجعفر جالس عن يمينه، فلمّا بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لأبي جعفر المنصور، فسلّمت عليه، فأومأ إليّ فجلست.
ثمّ التفت إليه فقال: يا أبا عبد الله هذا أبو حنيفة.
قال (ع): نعم أعرفه.
ثمّ التفت إليّ فقال: يا أبا حنيفة ألق على أبي عبد الله من مسائلك.
فجعلت أُلقي عليه فيجيبني، فيقول أنتم تقولون كذا وأهل المدينة يقولون كذا ونحن نقول كذا، فرّبما تابعنا وربّما تابعهم وربّما خالفنا جميعاً، حتّى أتيت على الأربعين مسألة فما أخلّ منها بشيء.
 
ثمّ قال أبو حنيفة وبعد ما بلغ إلى هذا الوضع: "أليس أنّ أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس؟"[21].
ونقل الناس عنه -الصادق (ع)- من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر صيته في جميع البلدان، ولم ينقل عن أحد من أهل بيته ما نقل عنه من العلوم[22].
 
الإمام الصادق(ع) والمنصور
كان أبو جعفر المنصور قلقاً جداً من نشاطات وتحرّكات الإمام الصادق السياسية. وممّا جعله يزداد قلقاً محبوبية الإمام الصادق (عليه السلام) ومنزلته العلمية الكبيرة، لذلك كان يُحضر الإمام إلى العراق بين الحين والآخر بذريعة وأُخرى، ويخطّط لقتله وفي كلّ مرة كان الخطر يزول عن الإمام بنحو أو بآخر[23]. كان المنصور يراقب تحرّكات الشيعة في المدينة بدقّة، وكان له جواسيس ينظرون من ثبتت شيعيته فيضربون عنقه[24].
وكان الإمام الصادق (ع) يمنع أصحابه من التعاون والتعامل مع الجهاز الحاكم.
وقد سأله أحد أصحابه يوماً: جعلت فداك -أصلحك الله- إنّه ربما أصاب الرجل منّا الضيق والشدّة، فيدعى إلى بناء يبنيه أو نهر يكريه أو المسناة يصلحه، فما تقول في ذلك؟
فقال (ع): "ما أحبّ أن أعقد لهم عقدة أو وكيت لهم وكاء - يعني بني العبّاس -  وأنّ لي ما بين لابتيها ولا مدّة بقلم، إنّ أعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من نار حتّى يحكم الله بين العباد"[25].
وكان يحذّر الفقهاء والمحدّثين من الانتماء إلى الحكومة ويقول: "الفقهاء أُمناء الرسل، فإذا رأيتم الفقهاء قد ركبوا إلى السلاطين فاتّهموهم"[26].


[1]  راجع: الشيخ الطبرسي، تاج الموالد، ص4، الأربلي، كشف الغمة|، ج1، ص15.
[2] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج15، ص117.
[3]  سورة الشعراء، الآيتان 218 – 219.
[4] الشيخ الكليني، الكافي، ج1، ص440.
[5] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج15، ص263.
[6] الشيخ الكليني، الكافي، ج1، ص440، اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص10، البلاذري، أنساب الأشراف، ج1، ص92.
[7] الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج2، ص165 ـ 246، الزركلي، الأعلام، ج5، ص207.
[8] السيد جعفر مرتضى العاملي، الصحيح من سيرة الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ج2، ص147.
[9] جلال الدين السيوطي، الخصائص الكبرى، ج1، ص57، السيد جعفر مرتضى العاملي، الصحيح من سيرة الرسول(ص)، ج2، ص147.  
[10] اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص13.
[11] أحمد بن الحسين البيهقي، دلائل النبوة، ج2، ص71.
[12] تاريخ الخميس، ج1، ص264، مجمع الزوائد، ج9، ص219.
[13] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج18، ص168.
[14] الطبراني، المعجم الأوسط، ج2، ص145.
[15] الشيخ الكليني، الكافي، ج1، ص393.
[16] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج46، ص367.
[17] الكليني، الكافي، ج1، ص307.
[18] الشيخ علي الطبرسي، مشكاة الأنوار، ص380.
[19] الشيخ الكليني، الكافي، ج1، ص329.
[20] الشيخ الصدوق، الخصال، ص167.
[21] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج47، ص217؛ الشيخ أسد حيدر، الإمام الصادق (عليه السلام) والمذاهب الأربعة، ج4، ص335.
[22] الشيخ المفيد، الإرشاد، ص270.
[23] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج47، ص162-212.
[24] الكشي، اختيار معرفة الرجال، ص282.
[25] الحرّ العاملي، وسائل الشيعة، ج12، ص129.
[26] الشيخ أسد حيدر، الإمام الصادق (عليه السلام) والمذاهب الأربعة، ج3، ص21، نقلاً عن حلية الأولياء.

24-12-2015 | 16-18 د | 1798 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net