انّ المسجد والمنبر يَعدّان من الوسائل التبليغية الهامّة وذلك للإرتباط المباشر
الموجود بين المبلّغ والمخاطب، وللسبب نفسه أصبح هذا النوع من التبليغ أنفذ الى
القلوب. فالمسجد هو المكان الذي يسجد لله فيه، والسجدة هي ذروة العبادة له عزوجل
وقمة العبودية له.
عندما يكون الانسان في المسجد فهو لا يفكر الا بذكر الله تعالى والعبادة، ولا يضيّع
لحظات عمره بشيء سوى العبادة .لذا تراه يصغي الى المبلغ والداعي وهو بذلك يحقق
هدفين في آن واحد فيحظى بالأجر والثواب من جانب والهداية وحسن العاقبة من جانب اخر.
فالمسجد يعدّ أهم المؤسسات الدينية وهو القاعدة والدعامة الاساسية للثقافة
الاسلامية ومنتدى وحدة المسلمين، فنور الهدى ينبعث من المسجد كما انه مؤسسة هامة
لقضاء الحوائج. اذن للمسجد أهمية حيوية ولم يكن رعب المستكبرين وذعرهم الا لهذه
الامور فنراهم يسعون الى اخماد نار المساجد.
فالمسجد هو محل للعبادة لذا يجب ان يسوده الهدوء بل يجب ان يكون مقرّاً للدعاء
والذكر بهمس وصوت خفيف، المسجد مكان اجتماع المسلمين لحل مشاكلهم وقضاء حوائجهم،
وفيه يتفقدون بعضهم بعضاً، فهو مكان تربية الاطفال والمراهقين وشحن أرواحهم
بالمعنويات.
يجب ان يتحلى المسجد بظاهر أنيق وداخل بسيط وان يكون مفعماً بالأنوار الالهية
الربانية، مُطيّباً بالروائح العطرة، مجهزاً بوسائل التبريد والتدفئة، مُطلّاً على
الشوارع والأزقة، بعيداً كل البعد عن الملاهي ومراكز الفساد، كما يجب ان يكون فيه
منبر ومحراب يليقان به.
وواجب امام الجماعة هو ان يؤدي الصلاة في وقتها والقيام بالتعليم والتهذيب، ويجب ان
يكون صالحاً مُحباً للخير، ويجب عليه ان يتحلى بحسن الخُلق مدبّراً عالماً
بالثقافات، ان لا يعاني من مشاكل مادية، ان يشعر بالمسؤولية تجاه المأمومين، ان
يكون عاقلاً حتى يكون مؤهلا للقيام بخدمة الناس، ان يقود الناس في مسيرة الاسلام.
اما المأموم فيجب عليه ان يكون مرتدياً ثياباً مناسبة، وان يدخل المسجد وهو مُستاك،
وان يكون موقراً.كما يجب على المأمومين ان يملؤوا الصفوف الاولى، وان يراعو الفواصل
بينهم حين الصلاة، وان لا ينسوا الدعاء حين دخولهم المسجد، وان يوقروا بعضهم البعض،
وان يكونوا من الساعين لنظافة المسجد، وان لا يغفلوا عن صلاة تحية المسجد. فالحسنات
التي يكتسبها حين دخوله المسجد هي كالتالي: التقرب الى الله تعالى، تكفير السيئات،
اجتناب المعاصي، النظم في الأمور، الابتعاد عن الدنيا.
أما الفوائد الاجتماعية للمسجد:
المسجد مكان تتحقق فيه الأمور التاليه: التربية والتعليم،المساواة بين المسلمين،
التعارف بين المسليمن، عيادة المرضى، قضاء حوائج المحتاجين، اغائة المضطرين، تقبل
الحق، حسن الظن، الإيثار والتضحية، فالمسجد مكان لعبادة الله تعالى بشكل جماعي وهذا
هو العامل الذي يسبب رضا الله ونزول رحمته.
وامام الجماعة يجب ان يكون احد اعضاء اللجنة المشرفة على ادارة المسجد، ويجب ان
يكون له خطط منسقة يعالج من خلالها عوامل زيادة او نقصان عدد الوافدين الى المسجد،
كما عليه السعي لتوفير نفقات المسجد، ويجب عليه الاهتمام بأمور المسلمين السياسية
فيمنع من التنافس في المسجد لكي لا يصبح كمسجد ضرار، وعليه ان لا ينتمي الى فئة او
حزب سياسي، وان يكون دأبه اصلاح المسجد مادياً ومعنوياً، وان يقيم صلاة الجماعة فيه
ثلاث مرات في اليوم وان يقوم ببرامج تبليغية مفيدة.
* منهج التبليغ