عندما يوفق الإنسان إلى عمل الخير، خصوصاً من خلال الإحسان إلى أهل الحاجة والعوز، ترتسم صورة تلقائية هي ظاهر الحال، والصورة هي أن هناك شخصاً يعطي متفضلاً وهو المحسن وآخر محتاجاً ومسكيناً هو المعطى والمتفضل عليه... ولكن ما يستوقفنا هو أن الإمام الخميني قدس سره كان يعتبر أن هؤلاء الفقراء والمساكين هم أولياء النعمة علينا...
وبعد التأمل في الصورة والنفاذ إلى باطنها ينقلب المشهد ويتم تبادل الأدوار... فالذي يحسن في الظاهر ويتفضل هو في الحقيقة وباطن الصورة آخذ... هو يعطي ولكن يأخذ أضعافاً... إلى حد سبعمائة ضعف... بل أكثر...
فالمسكين هو واسطة تحويل هذا المال الفاني ابن الدنيا الفانية الى حالٍ باقٍ في دار البقاء. فبالإحسان يُشبع الإنسان بطناً أو يكسو بدناً أو يظلّ رأساً ليأخذ عوضاً عنه زاداً ليوم الجوع المقيم وريّاً في يوم العطش الأكبر، ولذا كان الإمام زين العابدين عليه السلام يقول لسائله: (أهلاً بمن يحمل زادي إلى دار الآخرة).