بسم الله الرحمن الرحيم
يعتبر الاجتهاد مدخلاً لازماً لعمل المكلفين، سواء منهم المجتهدون أنفسهم، أم المكلفون، أم المحتاطون على حد سواء، من أجل تصحيح أعمالهم والحكم عليها بالصحة.
وقد زخرت الساحة العلمية عند الشيعة الإمامية بعددٍ وافرٍ جداً من المجتهدين، الذين شُهد لهم بالاجتهاد والقدرة على استنباط الأحكام الشرعية من المصادر المقررة. ولم يحصل أن مرت فترة أو زمن وشهدت فيه ساحتنا خلواً أو غياباً للاجتهاد مطلقاً، على الرغم من السطوة الهائلة لبعض الشخصيات العلمية المرموقة جداً فترة لا بأس بها من الزمن، كما حصل في المرحلة التي تلت وفاة شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي، إلى حين ظهور الشخصية العلمية الكبيرة المتمثلة بابن إدريس الحلي.
وعلى رغم وجود ظاهرة الأخبارية في مرحلة من المراحل، فقد ووجهت بوجود فعال جداً للتيار الاجتهادي المتعارف، ووجود شخصيات علمية كبيرة، توجت بالعلم الأصولي الكبير الوحيد البهبهاني، الذي دقّ الإسفين الأخير في نعش الحركة الأخبارية.
ونعتبر أنه يجب على الأمة وجوباً كفائياً لا سيما على القادرين من الشرائح والأفراد أن تهيّء الكفاية من المجتهدين، الذين يملأون ساحة الفراغ في الساحة العلمية الإمامية، ولا يجوز في يوم من الأيام، أن تخلو ساحتنا من هؤلاء العظام.
واليوم وبحمد الله تزخر ساحتنا بالمئات من المجتهدين الفعليين وبالطاقات الواعدة التي تبشر بجيل كبير من المجتهدين في المستقبل الآتي.