بسم الله الرحمن الرحيم
عندما سئل الإمام الصادق عليه السلام عن احياء النفس في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ لفت إلى معنى لم يكن يتبادر إلى ذهن السائل وهو أن المقصود باحيائها هو هدايتها؛ لأن السياق سياق قصة قتل أحد ابني آدم أخاه؛ ولعل عطف هذه الآية على آية أخرى تعطي هذا المعنى بشيء يسير من التأمل حيث ورد قوله تعالى: ﴿أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ...﴾(الأنعام:122).
وكذلك ما ورد عن تفسير قوله تعالى: ﴿يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ﴾.
أنه تعالى يخرج المؤمن من صلب الكافر والكافر من صلب المؤمن...
وبمجموع ما سبق تتجلى حقيقة رائعة هي أجمل من كل وصف يمكن أن نصف فيه العاملين على تبليغ رسالات الله، المجتهدين في هداية الخلق، الممسكين بقلوب ضعاف الناس ليقووها بحقائق الإيمان والصفة لهؤلاء الذين هم بحق أمناء الرسل وورثة الأنبياء هي أنهم:
واهبو الحياة...
وهل هناك أكرم ممن يهب الحياة لميت الأحياء.