بسم الله الرحمن الرحيم
كثبان رمل تتقاذفها الرياح من مكان إلى مكان... وأمة مسترسلة في رتابة جاهليتها لا يحفزها شيء لتبني غداً آخر يكسر الرتابة المزمنة... التي طالت وطالت ربما آلافاً من السنين دون أن يتغير شيء..
شبه جزيرة مستغرقة في جاهليتها والبداوة فلا يوجد أي شكل لدولة بل مجموعات اندر ماؤها والمراعي... لم يكن ثمة شيء يصح أن يقال أنه نظام علائق اجتماعية بل مجموعة أعراف كرستها الممارسات على طول الأزمنة الغابرة ذات ملامح قاسية ظالمة ووحشية وذات لون طبقي خاص...
والحاكم هو قانون القوة والمال... والأحرار والعبيد.
لقد كانوا بحق في سُلّم ترتيب أمم ذلك الزمن آخرها إن وجد لهم مكان عليها...
... ولم يكن ثمة ما يشى بأن هذا القحط يمكن أن يخرج زهراً أو ثمراً أو أي نبات...
إلا أن من أخرج الماء من بيت النار طوفاناً يغسل العالم فيطهّره من دنس الشرك والمعاصي... امتدت يده الرحيمة لتستنبت الصحراء القاحلة فتخرج من الأرض لأهل الأرض كل أهل الأرض زهرة يضوع عبيرها مالئاً كل فضاءات الزمان والمكان... وليحول الفجر المحمدي الأمة المنسية إلى قائدة ومعلمة وناشرة للقيم في كل الأمم... فكان يوم المبعث يوماً لبعث إنسانية بني آدم من جديد وبعث أمة بعد دهور الموت.