الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1648 22 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 24 كانون الأول 2024 م

اغتنموا أيّام الله

بابُ المعروفِكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من النساء من أرجاء البلادكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع مدّاحي أهل البيت (عليهم السلام) وشعرائهم، في ذكرى ولادة السيّدة فاطمة الزّهراء (سلام الله عليها)الصبر في العمل مراقبات

العدد 1647 15 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 17 كانون الأول 2024 م

السيّدة الزهراء (عليها السلام) نصيرة الحقّ

وَهِيَ الْحَوْرَاءُ الْإِنْسِيَّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع مختلف فئات الشعب بشأن التطوّرات في المنطقةانتظار الفرج
من نحن

 
 

 

التصنيفات
فضل العلم والفقهاء
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تصدير الموضوع:عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قالت الحواريون لعيسى: يا روح الله! من نجالس؟ قال من يذكّركم الله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه ويرغبكم في الآخرة عمله".

الهدف: التعريف بخصائص العلماء وصفاتهم العلمية والروحية التي يجب الإتصاف بها والأمور التي ينبغي على العالم الإحتراز عنها.

مقدمة
إن الفقه والتفقه في الدين حاز مقاماً إلهياً رفيعاً وعناية ربانية ألبسه الشارع المقدس لباس الوجوب من خلال قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" 1. وأسبغ عليه ببيانه الرائع معنىً أخلاقياً رفيعاً إذ قال: "لوددت أن أصحابي ضربت رؤوسهم بالسياط حتى يتفقهوا"2، وهذا إن دلّ على شيء إنما يدلنا على الحاجة الكبرى للعلماء الذين ينشرون من علوم أهل بيت العصمة عليهم السلام ويبيّنون أحكام وحي السماء ويزكّون الناس بأفعالهم قبل أقوالهم.

الفقيه في كلام أمير المؤمنين عليه السلام
قال أمير المؤمنين عليه السلام: "ألا أخبركم بالفقيه حق الفقيه؟ من لم يُقنط الناس من رحمة الله، ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم يرخِّص لهم في معاصي الله، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبّر، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفكّر"3.

بعض علامات الفقه
1- إصلاح المعيشة: أي تجلي الفقه في مسيرة الإنسان بما يضفي السعادة على حياة المجتمع بشكلٍ عام، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مِنْ فقه الرجل أن يصلح معيشته، وليس من حب الدنيا طلب ما يصلحك"4.

2- عدم الغرور: فالغرور يخرج المرء عن تأثيره، وبالتالي فإن المغرور يوجه ضربة للفقه والفقهاء من حيث لا يشعر، فعن الإمام علي عليه السلام: "إن من الحق أن تتفقهوا، ومن الفقه أن لا تغتروا"5.

3-أصالة الصمت: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من فقه الرجل قلة كلامه فيما لا يعنيه"6.

وفي روايةٍ عن هشام بن سالم يبين أن ذلك حقٌ من حقوق الله تعالى، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: "ما حق الله على خلقه؟ فقال: أن يقولوا ما يعلمون، ويكفوا عما لا يعلمون، فإذا فعلوا ذلك فقد أدوا إلى الله حقه"7.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: "يا طالب العلم! إن للعالم ثلاث علامات: العلم والحلم والصمت، وللمتكلف ثلاث علامات: ينازع من فوقه بالمعصية، ويظلم من دونه بالغلبة، ويظاهر الظلمة"8.

شدة الفقيه على إبليس
وهذه المكانة الخاصة للعلماء أي وجودهم على الثغر الذي يقف الشيطان قباله جعل منهم أعداءً حقيقيين للشيطان وأعوانه في الحياة، وجعل رحيل أحدهم مناسبة فرح عند شياطين الإنس والجن، فعن الإمام الصادق عليه السلام: "ما من أحد يموت من المؤمنين أحب إلى إبليس من موت فقيه"9.

عن الإمام الكاظم عليه السلام: "إذا مات المؤمن... ثَلُمَ في الإسلام ثلمة لا يسدّها شيء، لأن المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام كحصن سور المدينة لها"10.

وعن الإمام السجّاد عليه السلام: "متفقه في الدين أشد على الشيطان من عبادة ألف عابد"11.

آفة الفقهاء
1- اتباع السلطان: وهو أسوأ ما يُبتلى به العالم، فيبيع آخرته بدنيا غيره، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا، قيل: "يا رسول الله ! ما دخولهم في الدنيا ؟ قال: اتباع السلطان، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على أديانكم"12.

2- طلب الدنيا: والمراد بالدنيا هنا استخدام العلم للأكل بالحرام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب، ومن أراد به خير الآخرة أعطاه الله خير الدنيا والآخرة"13.

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "إذا رأيتم العالم محباً لدنياه فاتهموه على دينكم، فإن كلَّ محب لشئ يحوط ما أحب"14.

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: أوحى الله إلى داود عليه السلام: "لا تجعل بيني وبينك عالماً مفتوناً بالدنيا فيصدَّك عن طريق محبتي، فإن أولئك قطَّاع طريق عباديَ المريدين، إن أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي عن قلوبهم"15.

3- طلب الوجاهة والمنصب: فالعالم لا يطلب سوى رضوان الله في الآخرة وأجرها ودرجاتها، قال تعالى: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ16.فعن أبي جعفر عليه السلام قال: "من طلب العلم ليباهي به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه، فليتبوء مقعده من النار، إن الرئاسة لا تصلح إلا لأهلها"17.

وعن علي عليه السلام: "آفة العلماء حب الرياسة"18.

4- السفه والغرور: بل وأي رذيلة من الرذائل لا ينبغي أن تتسلَّل إلى قلب العالم بالله، قال أمير المؤمنين عليه السلام: "لا يكونُ السفه والغرَّة في قلب العالم"19.

5- عدم تهذيب النفس: بمعنى أن العالم ينبغي أن ينشغل دائماً بتزكية نفسه، فإن تزكية النفس من الأمور التي لا يمكن للمرء أن يغفل عنها يوماً واحداً، عن الإمام علي عليه السلام: "آفة الفقهاء عدم الصيانة"20. أي عدم صيانة أنفسهم، فبدل أن يكون العالم نوراً يضيء للآخرين سبيلَهُم إلى الآخرة يصبح حجاباً يحول دون نفاذ أنوار الآخرين إلى الله.

6- عدم العمل بالعلم: وما أسوأ أن يضع المرء نفسه في مقام الواعظين ولا يعظ نفسه، ويأمر الناس بالبر ولا يفعله، وينهي الناس عن الفاحشة والمعصية ولا ينتهي عنهما، فعن علي عليه السلام: "آفة العلم ترك العمل به، فإن ترك العمل به يضاعف الحجة عليه يوم القيامة فيتحول هذا العلم إلى وبال على صاحبه عند الحساب"21.


1- الكافي، الكليني، ج1،ص9.
2- أصول الكافي، ج1، ص31
3- أصول الكافي، ج1، ص31
4- ميزان الحكمة، ج2، ص896.
5- ميزان الحكمة، ج3، ص2458.
6- ميزان الحكمة، ج3، ص2458.
7- لكافي، ج1، ص50.
8- ميزان الحكمة، ج2، ص1777.
9- ميزان الحكمة، ج3، ص2459.
10- الكافي، ج1، ص38.
11- ميزان الحكمة، ج3، ص2458.
12- ميزان الحكمة، ج3، ص2101.
13- الكافي، ج1، ص46.
14- الكافي، ج1، ص46.
15- الكافي، ج1، ص46.
16- القصص 83.
17- ميزان الحكمة، ج3، ص2080.
18- ميزان الحكمة، ج3، ص2459.
19- الكافي، ج1، ص46.
20- ميزان الحكمة، ج3، ص2459.
21- ميزان الحكمة، ج3، ص2459.

01-08-2012 | 09-13 د | 2664 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net