تعرضنا في المقالة السابقة للحديث عن معايير وارشادات التخطيط التبليغي وفيما يلي سنتحدث حول بعض الارشادات التي تتعلق بمرحلة إجراء النشاطات التبليغية.
القسم الأول: النشاطات التبليغية
الأول - اختيار المبلغين
يلعب المبلغون الدور الأساس في موفقية جميع نشاطات المؤسسة التبليغية، وعلى هذا الأساس فإن الاهتمام بهم هو اهتمام بجميع نشاطات المؤسسة.
بناءً على ما تقدم يجب اعتماد الدقة في اختيار المبلغ، ويقترح ارسال أكثر من مبلغ إلى المنطقة التي ينبغي التبليغ فيها للتقليل من الأخطاء. من المناسب أن تقوم المؤسسة قبل ارسال المبلِّغ إلى ساحة التبليغ، بالوقوف على قدراته في مجال العمل فلا تكتفي بتصديق هذا أو ذاك. وهنا نوصي المؤسسة أن تقوم باختيار المبلغ عملياً قبل إمضاء عقد عمل معه.
شروط اختيار المبلِّغين
يجب أن يتمتع المبلِّغ الذي يقع عليه الاختيار بالشروط التالية:
أ- أن يمتلك عقائد صحيحة وسالمة.
ب - الإلتزام والتقيد بالسلوك الإسلامي.
ج - امتلاك اللياقة العلمية والتبليغية (مثال ذلك أن يحفظ بعض أجزاء من القرآن الكريم، الاطلاع على المقدار الضروري من المسائل الشرعية، أن يمتلك الشوق والرغبة للاستمرار بالتعلم والحصول على العلم، أن يمتلك روحية تبليغية) ويتغير هذا الشرط شدةً وضعفاً حسب المنطقة.
د - إتقان اللغة المحلية.
هـ- السلامة البدنية وعدم وجود نقص في عضو يمنعه من النشاط.
و- القدرة على التدريس ونقل المطالب.
ز- ترك الأعمال الأخرى والتفرغ للتبليغ كامل الوقت.
ح- عدم الاشتراك في الأحزاب السياسية حتى لا تؤثر الأفكار السياسية للأحزاب على عمل المنظمة.
ط- عدم وجود الموانع الاجتماعية كانتساب المبلغ إلى قبيلة بينها وبين القبيلة المضيفة نزاع وخلاف.
ي- القدرة على إنجاز الوظائف التبليغية.
ك- النجاح في الامتحان الكتبي والشفهي.
يجب أن لا نغفل عن أن الموفقية في العمل التبليغي تتوقف على اختيار مبلغين أكفّاء.
2- الوظائف الأساسية للمبلغين
تختلف وظائف المبلغين الأساسية حسب اختلاف الأماكن والقدرات، ولكن أهم الوظائف بالترتيب التالي:
أ- هداية الناس وتعليمهم الأمور الدينية.
ب- تربية المسلمين من أجل رعاية أصول الإسلام وقواعده.
ج - تحذير المسلمين من الميول المنحرفة.
د- إمامة الصلاة الواجبة وإلقاء خطبة صلاة الجمعة.
هـ- تشكيل حلقات حفظ القرآن الكريم للكبار والصغار.
و- إقامة دروس علمية ثابتة.
ز- المشاركة في المحاضرات التي تقام في الجامعات والمدارس والأماكن العامة الأخرى.
ح- تفقد العديد من الأماكن العامة، وكذلك بيوت بعض الناس إذا اقتضت الحاجة، وإقامة دروس عامة وتخصصية في أماكن مختلفة.
ط- إعداد التقارير الضرورية التي تحتاجها المؤسسة.
لا بدَّ من التذكير بالنقاط الضرورية التالية:
1- في الأماكن التي يتواجد فيها أكثر من مبلغ يجب اختيار الأفضل علمياً كمشرف على الآخرين. وعندما يكون عدد المبلغين كثيراً في المنطقة يجب على المؤسسة أن تختار شخصاً لمتابعة الأمور التبليغية يكون له حق الإشراف على جميع النشاطات وعلى المراقبين.
2- ينبغي أن تقوم المؤسسة التي ترسل المبلغين بتجهيز كل النماذج الضرورية التي يتم بواسطتها ضبط نشاطات المبلغين.
3- يجب أن تسعى المؤسسة لرفع النواقص وتهيئة الأمور الضرورية ومتابعة المسائل اللازمة وذلك من خلال إقامة مؤتمر عام دوري لدراسة الأمور المحيطة بموضوع التبليغ.
الثاني: اختيار ممثل المؤسسة في المنطقة
يفترض أن تقوم المؤسسة التبليغيّة باختيار ممثل لها لمتابعة القضايا التبليغية والإشراف على برامج المؤسسة وإنجازها بشكل دقيق، طبعاً لا بدَّ أن يخضع اختيار هذا الممثل لشروط خاصة تؤهله القيام بهذه المهمة.
الثالث: دراسة إمكانية تأسيس مراكز إسلامية
تلعب المراكز الإسلامية على المدى الطويل دوراً هاماً على مستوى الدعوة إلى الإسلام.
على هذا الأساس فإن تأسيس هذه المراكز يحتاج إلى دراسات دقيقة حيث يجب بناء هذه المراكز في أماكن خاصة بحيث يمكنها لعب دورها الأساس بعيداً عن الأخطار التي تهدد ذلك الدور، مثال ذلك يجب الابتعاد عن أماكن تواجد الفِرَق الضالّة.
الرابع: الالتفات إلى أهمية التبليغ بين الطلاب
يعتبر الطلاب من أبرز المجموعات الاجتماعية التي يوكل إليها أمر المجتمع في المستقبل بالإضافة إلى أن هذه المجموعة تتميز باستعدادات قلّما نجدها في غيرها من المجموعات. فهي مجموعة لا توجد فيها الموروثات الباطلة والخرافية كما هي موجودة في غيرها. ومن هنا يفترض أن نجعل هذه المجموعة في رأس الأولويات التبليغية.
النقاط التي يجب الالتفات إليها في هذا النوع من النشاط التبليغي:
1- العمل على ربط الطلاب بالسُنَّة الصحيحة السابقة وتوجيههم نحو التعلق بها، ودراسة سيرة السلف الصالح.
2- التركيز على تعليم المسائل الاعتقادية والواجبات الشرعية ومحاسن دين الإسلام ومقاصده المتعالية.
3- التناسب بين النشاطات التبليغية والحاجيات الروحية والعقلية والجسمية للطلاب.
4- التركيز على الجامعات والمدارس والمعاهد التي يكون عدد المتدينين فيها كبيراً.
5- الاهتمام بالحفاظ على الطلاب وإبعادهم عن الشبهات التي يلقيها المخالفون.
6- الإعتماد على الحوار كأداة للإقناع، والإمتناع عن التلقين.
7- السعي لإيجاد نوع من الارتباط والعلاقة بين الطلاب والمبلغين الموجودين خارج البيئة الدراسية وكذلك إيجاد ارتباط بين الطلاب في المؤسسات المختلفة.
8- الاهتمام بالطلاب المتفوقين الذين يمكنهم لعب دور القدوة والقيادة بالنسبة لباقي الطلاب.
9- العمل على تشجيع وتحفيز المتفوقين.
10- تنويع النشاطات والبرامج بحيث يتمكن الطالب من اختيار ما يناسبه منها.أما فيما يتعلق بالبرامج التي يمكن إجراؤها، فيمكن تقديم الاقتراحات التالية:
أ- حلقات القرآن،
ب- الدروس العلمية،
ج- المحاضرات واللقاءات الثقافية،
د- دورات لتعليم المسائل الشرعية،
هـ- دورات تعليم بعض الفنون كالكمبيوتر وأساليب الخطابة وأساليب التحقيق.
11- تأسيس جمعيات طلابية وجعلها تتحرك في اتجاه إقامة البرامج التي نرغب بها مع الاهتمام بالدعم المالي لها.
12- يفترض أن يبتعد المبلّغ عن تأييد الأجنحة والأحزاب السياسية في الجامعات التي يكثر فيها التحزّب السياسي.
الأول: الاهتمام بالتبليغ بين المجموعات المثقفة
تحتل المجموعات المثقفة أهمية خاصة باعتبار أنها تلعب دور القيادة الفكرية للمجتمع، لذلك يمكن الاهتمام بهذه المجموعات من خلال الطرق التالية:
1- التعرف على العناصر الثقافية التي تكون ذات أهمية على مستوى الدعوة، ويجب أن يقوم المبلغ بالتعرف على العناصر تلك وكيفية الدعوة إليها...
2- تأمين الوسائل الضرورية واللازمة لفهم الإسلام. (كتاب، أشرطة تسجيل، مجلات...).
3- إقامة محاضرات يشارك فيها المثقفون أمثال أساتذة الجامعات والمفكرين والأطباء.
4- دعوة المحاضرين لمخاطبة هذه المجموعات في مواضيع هامة.
5- إشراكهم في النشاطات التبليغية بهدف الاستفادة من قدراتهم وتشجيعهم على التفاعل مع النشاطات الإسلامية.
6- تهنئتهم بالأعياد وتعزيتهم بالمصائب عن طريق الحضور وارسال الرسائل والبطاقات أو حتى الاتصال الهاتفي.
7- العمل على تأسيس جمعيات واتحادات تخصهم وارشادهم إلى ما يميزهم عن سواهم من الجمعيات غير الدينية والعمل على تفعيل نشاطهم الاجتماعي.
8- يجب التأكيد على أهمية الصبر وسعة الصدر في التعاطي مع هذه المجموعة ويجب اختيار مبلغين أكفاء أصحاب قدرات علمية وفكرية واجتماعية للتعاطي معهم.
الثاني: التبليغ الموجه للنساء المسلمات.
يمكن الاهتمام بمسألة التبليغ الموجه للنساء من خلال البرامج التالية:
إيجاد مراكز للحجاب الإسلامي وإيجاد جو تبليغي يتناسب مع النساء، ودراسة احتياجات المنطقة على مستوى ما تحتاج إليه النساء، وتأسيس جمعيات خاصة بالنساء تتطابق والضوابط الشرعية.
تجدر الإشارة إلى أن الالتزام بالضوابط الشرعية من أهم الأمور التي يجب الالتفات إليها في التبليغ الموجه للنساء مثال ذلك: الإلتزام الكامل بالحجاب، منع الإختلاط بين الرجال والنساء، والحؤول دون الخلوة مع غير المحارم.
السابع: دورات تعليم المسائل الشرعية:
تشتمل هذه الدروس على القرآن الكريم، علوم القرآن، التفسير الحديث، علوم الحديث، العقائد، الفقه والأصول، فقه الدعوة وأصولها، السيرة النبوية، الأخلاق والآداب الاسلامية.
ولإِجراء هذه الدورات يجب الالتفات إلى النقاط التالية:
أ- تعيين الزمان والمكان المناسبين،
ب- معرفة نوع وعدد المشاركين في الدورة،
ج- الاطلاع على الميزانية المطلوبة،
د- تسجيل كافة الاحتياجات والعمل على تهيئتها قبل البدء بالدورة،
هـ- تجهيز قوانين وضوابط المشاركة في الدورة وإبلاغ الأفراد بها..
الثامن: القوافل التبليغية
يمكن ارسال هذه القوافل إلى أطراف المدن والقرى بهدف نشر الإسلام وتعليم الناس. وتشتمل هذه القوافل بالإضافة إلى المبلغين، الأطباء، المهندسين، الزراعيين، أطباء بيطريين ليساعدوا الناس في حل مشاكلهم.
التاسع: ترجمة الكتب
الهدف من الترجمة تقديم العلوم الإسلامية إلى غير العرب لأجل تعليمهم أركان الإسلام وقواعده وآدابه. ويجب الاهتمام بالنقاط التالية في الترجمة:
- الالتفات إلى ثقافة المخاطبين وأوضاعهم الاجتماعية والتبليغية والسياسية والأمنية بالأخص عند اختيار النصوص والمؤلفين، وينبغي الاستعانة بالكتب المشهورة والمعروفة والكثيرة الرواج.
العاشر: بناء المساجد
لا يخفى على أحد أهمية المسجد في الإسلام. والمسجد هو أهم الأماكن التي يعتمد عليها في الدعوة. وعلى هذا الأساس يجب أن يكون إمام المسجد شخصاً نشيطاً يتجاوز نشاطه حدود المسجد إلى الأطراف.
المبلغ وبناء المسجد
يجب أن يلتفت المبلغ عند بناء المسجد إلى النقاط التالية:
1- اختيار المكان المناسب مع رعاية التجمع السكاني المناسب.
2- الاطلاع الدقيق على مدى حاجة الناس للمسجد، والالتفات إلى المسافة التي تفصل الحي أو المدينة عن أقرب مسجد.
3- تعيين مراقب موثوق به.
4- اختيار متعهّد معروف بقدراته وإمكانياته وجدارته.
5- تحديد خريطة المسجد.
6- تعيين الميزانية.
7- تحديد المدة التي يحتاجها بناء المسجد.
8- الإلتفات إلى أن تكون حركة البناء مطابقة للقانون، لمنع الأشخاص الذين يرغبون باستغلال عدم قانونية بناء المسجد.
9- جدولة مراحل التنفيذ.
10- تأسيس صفوف ملاصقة للمسجد لأجل تدريس القرآن والعلوم الشرعية.
في بعض المناطق لا يسمح الأهل لأولادهم الحضور إلى المساجد، لذلك يجب بناء صفوف ملاصقة للمسجد. هنا يجب الفصل بين النساء والرجال وتأمين الإضاءة والتهوية ومراعاة وجودها في أماكن لا يكثر فيها الضجيج.
وظائف إمام المسجد
يتمكن إمام المسجد من لعب دور هام وأساسي ومن أبرز ما يمكنه القيام به:
1- إمامة المصلين في صلاة الجماعة.
2- تعليم الناس وعلى وجه الخصوص المسائل العقائدية، الطهارة والأحكام الفقهية، الصلاة وشروطها وأجزائها....
3- تفقد المصلين والسؤال عن الذين انقطعوا لمدة عن الصلاة.
4- المشاركة في الأفراح والأتراح وذلك في إطار الشرع.
5- دراسة المنطقة بشكل دقيق والتعرّف على العائلات الهامة والمعروفة.
6- معرفة المؤمنين والملتزمين بالشرع.
7- معرفة الأشخاص أصحاب المنكرات، والتفكير في كيفية التعاطي مع كل واحد منهم.
8- التخطيط لبرنامج تبليغي سنوي أو فصلي.
9- إعداد المصلين للمساعدة في إنجاز وإجراء البرامج.
10- تشجيع المصلين على زيارة بعضهم البعض ودفعهم لحل مشاكل بعضهم..
11- متابعة الأمور المتعلقة بالمسجد والعمل على تهيئة الأدوات الضرورية التي تؤدي إلى موفقية إجراء البرامج.
12- اختيار مؤذن أمين يعرف الوقت وصاحب صوت حسن.
13- الإشراف على مكتبة المسجد وإعداد برامج تبليغية وتربوية للمراجعين.
14- متابعة الصحف والدراسات والمؤتمرات التي تتحدث حول المساجد والاستفادة منها لتحسين أوضاع المسجد.
القسم الثاني: النشاطات التعليمية
الأول: حلقات حفظ القرآن الكريم
1 - إجراءات افتتاح الحلقة
أ- يجب السعي ليكون صاحب إقامة الحلقة منطلقاً من الأهالي وبهذا النحو يكون ضمان استمرار العمل ومشاركة الناس.
ب- ينبغي قدر المستطاع إعداد فهرس أولي حول الراغبين الذين لا يجب أن يتجاوز عددهم الخمسة والثلاثين وأن لا تقل أعمارهم عن السبع سنوات.
ج- اختيار مكان مناسب من ناحية النور والجو الصحي.
د- تشكيل لجنة من أهالي المنطقة لتشجيع أصحاب النفوذ على المشاركة.
2- شروط مدرسي حلقات حفظ القرآن الكريم
يجب على المدرسين بالإضافة إلى الشروط العامة الموجودة في المبلغين، أن يكونوا على كفاءة عالية للتدريس، جذب المخاطبين، القدرة على إدارة الحلقة، النظم، الإحساس بالمسؤولية ومعرفة أهداف المؤسسة.
الثاني: بناء المكتبات العامة وتفعليها
ما زال الكتاب يشكل الوسيلة الأساسية لنقل العلوم والمعارف وذلك بسبب سعة انتشاره وقابلية الاستفادة منه في كافة الشروط والأزمنة والأمكنة. طبعاً لا يجب أن نغفل عن أن معجزة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كانت في قالب كتاب.
وبناء المكتبة كما المسجد يحتاج إلى بعض الدراسات والحسابات الأولية.
أما تفعيل المكتبة فقد يحصل من خلال ما يلي:
1- إقامة محاضرات متعددة ومتنوعة تتناسب مع الحاجات المتنوعة للذين يترددون على المكتبة.
2- إقامة المسابقات العلمية.
3- عرض بعض الأفلام المناسبة (بشكل أسبوعي).
4- الفصل في البرامج بين الرجال والنساء.
5- إصدار نشرة خاصة للأعضاء والذين يرتادون المكتبة.
6- إصدار "بروشور" تبليغي يتمحور حول الأخلاق والآداب الإسلامية ووضعه في محيط المكتبة.
7- إقامة مراسم خاصة في المناسبات.
8- إقامة سهرات ثقافية وشعرية وغيرها.
9- إشراك المسؤولين (مبلغين، ثقافيين، تربويين و...)، في المنطقة بهذه النشاطات.
10- تأسيس مكتبة صوتية.
11- جمع وحفظ الكتب لجميع المراحل الدراسية بعد تنظيمها وتبويبها.
القسم الثالث: النشاطات الاجتماعية
يمكن للمبلّغ القيام ببعض الأنشطة الاجتماعية، وهي عبارة عن:
الأول - تقديم الإفطار للصائمين:
شهر رمضان هو شهر البذل والعطاء، ومن أبرز مصاديق البذل في هذا الشهر تقديم الإفطار للصائمين والمحسنين. لذلك يجب في هذا الأمر رعاية النقاط التالية:
1- يجب أن تصبّ هذه النشاطات في خدمة الأهداف التبليغية، أي يجب الموائمة بين غذاء الروح وغذاء الجسد، وعلى هذا الأساس يمكن إجراء البرامج التالية: تدريس وتعليم المطالب التي تناسب وضع أكثر الحاضرين كالحديث حول المسائل الدينية الأولية مثال: معنى الشهادتين، أركان الإيمان، أهمية الصلاة، فوائد الصلاة وأحكامها، أحكام الصيام وآدابه،المسائل الأخلاقية، رعاية حق المسجد، والدعاء قبل الإفطار.
2- التبليغ حول رعاية الضوابط الشرعية مثال ذلك: رعاية الشروط التي يضعها المتبرعون.
أما فيما يتعلق بإعداد الطعام وتقديمه فيجب رعاية النقاط التالية:
1- ينبغي قدر المستطاع اختيار الطعام المألوف والمرغوب.
2- الالتفات إلى الوضع الصحي لأدوات الطبخ واختيار طباخ ماهر.
3- رعاية المسائل التالية عند التوزيع:
أ- اختيار المكان المناسب كالمسجد أو المدرسة.
ب- الاستعداد لتقديم الطعام للعدد المأخوذ بعين الاعتبار.
ج- الشروع بالتمر، وبالماء إذا لم يكن التمر موجوداً.
د- تقديم الصلاة على الإفطار.
هـ- وجود عدد كافٍ من العاملين في إعداد الطعام وتوزيعه.
و- تقديم الطعام للجميع من دون تمييز (عدم تقديم بعض الأطعمة إلى البعض فقط...).
الثاني: خطة توزيع الأضحية
الأضحية واحدة من شعائر الله تعالى وفي الوقت الذي يتطلع فيه الفقير المعوز لشيء من لحوم الأضاحي يتطلع كثير من المضحِّين إلى إيصال أضاحيهم للمناطق الأكثر حاجة. والمؤسسات الخيرية لعلها خير وسيط بينهما.
غير أن هذا المشروع يستدعي جانباً كبيراً من الحرص والدقة في الجوانب التالية: ضرورة الالتزام بالأحكام الشرعية الواجبة في الأضحية، الوقوف عند شرط المتبرع، المحافظة على الأنعام المشتراة وتعاهدها بالرعاية والتغذية حتى ذبحها.
ولكي تتحقق الفوائد المرجوّة على خير وجه يراعى الآتي:
أ- الإعداد المسبق والتهيؤ الكامل لاستقبال أكبر عدد متوقع من الأضاحي.
ب- رعاية قوانين وشروط الدولة.
ج- رعاية العدالة في التوزيع.
الثالث: حفر الآبار
يُعدُّ مشروع حفر بئر من أكبر المشروعات التي يقبل عليها أهل الخير، نظراً لكونها من الصدقة الجارية. وقد وقع هذا الإقبال على حاجة ملحة في كثير من بلاد المسلمين، حيث تعاني كثير منها من الجفاف والتصحّر.
ويجب مراعاة النقاط الآتية عند دراسة إمكانية حفر البئر:
أ- اختيار الموقع الأنسب للناس والحفر (من طريق مهندس مختص).
ب- تقدير عدد المستفيدين منه.
ج- تحديد أقرب مصدر مياه إليه.
د- التكلفة الإجمالية.
هـ- تحديد المشرف على حفره لمتابعة صيانته.
و- المدة الزمنية المتوقعة لإنجازه.
ز- تحديد الجهة المستلمة له بعد الانتهاء من حفره.
ح- الإشارة إلى المشاكل المحتملة بين الأهالي المستفيدين من الماء والساكنين حوله.
الرابع: كفالة الأيتام
فضلاً عن الوجوب الكفائي والشرعي لكفالة اليتيم، فإن لها فوائد جمة من الناحية الاجتماعية، إذ تعني كفالتهم: رعايتهم وصونهم من الضياع والاهتمام بهم جسدياً وعقلياً وإيمانياً.
ولكي تؤتي الكفالة أُكُلها لابدَّ من مراعاة الأمور التالية:
- التقيد بالحد الشرعي في اعتبار المرء يتيماً - موت الأب لمن هو دون سن البلوغ - أن تكون الكفالة شاملة للجوانب التعليمية والتربوية وغير مقتصرة على الجانب الإعاشي والصحي - أن يكون اليتيم في منطقة المؤسسة - أن يلزم اليتيم متى جاوز السادسة بالالتحاق في حلقات حفظ القرآن الكريم.
في حال وجود عدد مناسب من الأيتام يفرغ لهم مبلّغ يتولى متابعتهم من حيث الإعاشة والصحة والجوانب النفسية والأخلاقية والعبادية.
القسم الرابع: النشاطات الإعلامية
تأتي الوسائل الإعلامية على رأس المؤثرات الفعالة التي تصوغ حياة المجتمع بمخلتف شرائحه، لذلك يجب أن يستفيد منها المبلغون مراعين فيها المسائل الشرعية.
ومن جملة الأنشطة الإعلامية في العمل التبليغي:
الأول: الاستفادة من الوسائل الإعلامية.
ينبغي التفكير بجدية في الاستفادة من الوسائل الإعلامية الموجهة للجمهور، مثل الإذاعة والتلفزيون والأنترنت والصحف والمجلات، لتعريف الناس بالإسلام ودعوتهم إليه والرفع من وعيهم وإدراكهم.
وعند الدخول في البرامج الإعلامية يجب إعداد الدراسات اللازمة والاهتمام المبكر بتوفير المادة العلمية التبليغية والاستفادة من أهل الخبرة والقدرة في هذا الميدان.
الثاني: التغطية الإعلامية للأنشطة التبليغية:
المقصود من التغطية الإعلامية تعريف الناس وأهل العلم والفضل والمحسنين بالعمل الذي تقوم به المؤسسة لزيادة التواصل والترابط.
لذلك ينبغي الحرص على الصدق والأمانة في ذلك، والاجتناب عن التضخيم، أي يجب أن يكون الإعلام بقدر العمل لا أكبر منه ولا أصغر.
الثالث: العناية بكتابة التقارير
تجب العناية بكتابة التقارير عن المناطق الإسلامية المحتاجة إلى الأعمال التبليغية والتربوية وتوثيقها بالصور والمعلومات الإحصائية وكذلك كتابة التقارير عن المشاريع والأعمال القائمة.
الرابع: رصد الإعلام المضاد
لا بدَّ من رصد وسائل الإعلام المختلفة من صحافة وإذاعة وتلفزيون وغير ذلك لمعرفة مكائد الأعداء وبرامجهم، وتحذير الأمة من شرّهم. واستشراف خططهم المستقبلية، والردّ على ما يلزم الردّ عليه من خلالهم، بالإضافة إلى الاستفادة مما يمكن الاستفادة منه.
دراسة رؤية وتجربة المنتدى الإسلامي
- مجلة مبلغان -
*روضة المبلغين , سلسلة روضة المبلغين, نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية