ضرورة الوحدة
والتفاهم
والإعداد للتأليف
بين القلوب
عندما بعث الله
تعالى الرسول
الأكرم صلى الله
عليه وآله وسلم
ليكون الشعاع
الذي يضيء صحراء
المجتمع البشريّ
المظلمة وليجعل
الحجاز مركز
إشعاع أنوار
الوحي، كانت
سلاسل الأسر التي
تساهم في تحجر
وتجميد أفكار
الناس تتهاوى
الواحدة بعد
الأخرى، وتمّ
القضاء على
العداء والبغض
ببركة نور الحقّ
ونبع التوحيد
الفوّار على
الدوام، فاقتربت
القلوب من بعضها
، وسادت الرحمة
بين أبناء البشر
وجاءت هذه الثورة
المعنويّة
والتحوّل الفكريّ
ليحملا معهما
الهدوء والأمن
والألفة وحُسن
التفاهم.
إنّ التعاليم
الإسلاميّة، تنحو
منحى الدعوة نحو
اتحاد المسلمين
وتضامنهم بغضّ
النظر عن التنوّع
القوميّ والعرقيّ
واللغويّ ورغم
الفِرَق
المتعدّدة
الموجودة.
إنّ الإله الذي
يعبده المؤمنون
واحد. شعارهم لا
إله إلا الله
والجميع مؤمنون
بالرسالة
المحمّدية.
ويعبتر كافّة
المسلمين أنّ
القرآن هو كتابهم
المقدس ويتلونه
تقرّباً إلى الله
تعالى، والقانون
الحاكم على كافّة
المسلمين موجود
في هذا الكتاب
الإلهيّ، الجميع
يتوجّه في الصلاة
نحو قبلة واحدة،
والأذان عند
الجميع واحد،
والجميع يصومون
في شهر واحد،
والجميع يعتبر
الأوّل من شوّال
ويوم الأضحى
عيداً له،
والجميع يتوجّه
في ذي الحجّة
لأداء فريضة
الحج. وجميع
المسلمين
يحملون الحبّ والاحترام
لآل بيت رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم .
وهذه أمور يمكنها أن
تقرّب القلوب إلى بعضها
وتُحيي فيهم روح الأخوّة1.
أكّد
القرآن الكريم وكذلك
العترة الطاهرة على
الوحدة بين الناس وبذل
علماء الشيعة والسنة
جهوداً كبيرة في هذا
المضمار يزول معه كلّ شكّ
وسوء فهم ليمنعوا
المتردّدين والشاكّين من
إمكانيّة الوحدة، ولعلّ
العناوين الآتية تشكّل
النقاط المشتركة للتقريب
والذي تعود جذوره إلى
الأبحاث الاعتقاديّة، ومن
جملة هذه العناوين:
الاعتصام بحبل الله
1- يبيّن القرآن الكريم
أنّ الاعتصام بحبل الله
والتأليف بين القلوب ،
نعمة إلهية:
﴿وَاعْتَصِمُواْ
بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا
وَلاَ تَفَرَّقُواْ
وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ
اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ
كُنتُمْ أَعْدَاء
فَأَلَّفَ بَيْنَ
قُلُوبِكُمْ
فَأَصْبَحْتُم
بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا
وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا
حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ
فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ
اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ
لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾2.
أشار القرآن الكريم في
الآية الشريفة إلى
مجتمعين متضادّين: الأول
التفرقة المترافقة مع
الخصومة والتي ظهرت في
زمان الجاهليّة، والثاني
الوحدة والأخوّة التي
ظهرت مع الإسلام. أراد
القرآن الكريم الإلفات
إلى آثار اللطف الإلهيّ
والدور الأساسيّ له في
ظهور هكذا تحول روحيّ
ومعنويّ فذكّرهم ودعاهم
إلى المقارنة بين هاتين
الحالتين.
2 بعث الله تعالى
الأنبياء لتوجيه الناس
نحو الوحدة من خلال
تعاليمهم التوحيدية ودعوة
الناس إلى إقامة الدين
الإلهيّ وبالتالي
الابتعاد عن التفرقة في
الدين .
جاء
في القرآن الكريم:
﴿شَرَعَ
لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا
وَصَّى بِهِ نُوحًا
وَالَّذِي أَوْحَيْنَا
إِلَيْكَ وَمَا
وَصَّيْنَا بِهِ
إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى
وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا
الدِّينَ وَلَا
تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾3.
3- تحدث الإمام عليّ عليه
السلام في وصيّته الأخيرة
إلى ابنه الإمام الحسن
عليه السلام وقال:
"أوصيك يا حسن وجميع ولدي
وأهلي ومن يبلغه كتابي
بتقوى الله ربّكم ولا
تموتنّ إلّا وأنتم مسلمون
واعتصموا بحبل الله
جميعاً ولا تفرّقوا".
4- يتحدّث الإمام الخميني
قدس سره حول هذا الموضوع
ويقول: "قدّم الإسلام
تعاليمه وقال:
﴿وَاعْتَصِمُواْ
بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا
وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾،
ليتقدّم الجميع مع بعضهم
البعض، وكافّة الطبقات مع
بعضها البعض، للاعتصام
بحبل الله بالالتفات إلى
الله العظيم. إنّ التخلّف
عن هذا الأمر الإلهي
جريمة ومعصية. الإسلام هو
الذي أمر بالاعتصام بحبل
الله"4.
وأشار في مكان آخر فقال:
"إذا أرادت الأمم
والدول الوصول إلى النصر
والأهداف الإسلامية بكامل
أبعادها والتي فيها سعادة
البشر، عليها الاعتصام
بحبل الله، الابتعاد عن
الاختلافات والتفرقة
وإطاعة أوامر الحقّ
تعالى"5.
ويعتبر الإمام قدس سره أن
اتحاد المسلمين بركة
ويقول: "هذه بركة
كبيرة أن نجتمع نحن وجميع
أخوتنا أهل السنّة
والشيعة في مكان واحد وأن
نسعى جميعنا لأجل
الإسلام"6.
5- يقول رسول الإسلام
الأكرم صلى الله عليه
وآله وسلم: "من فارق
جماعة المسلمين فقد خلع
ربقة الإسلام
من عنقه. قيل: يا رسول
الله، وما جماعة
المسلمين؟ قال: جماعة أهل
الحقّ وإن قَلُّوا"7.
ويقول الرسول صلى الله
عليه وآله وسلم: "ثلاث
لا يَغلُّ عليهنّ قلب
امرئ مسلم: إخلاص العمل
لله، والنصيحة لأئمّة
المسلمين، واللزوم
لجماعتهم"8.
يقول الإمام عليّ عليه
السلام: "والزموا
السواد الأعظم فإنّ يد
الله مع الجماعة وإيّاكم
والفُرقة فإنّ الشاذّ من
الناس للشيطان كما أنّ
الشاذّ من الغنم للذئب"9.
وتشكّل سيرة الإمام عليّ
عليه السلام أهمّ نموذج
لأتباعه في الدعوة إلى
التوحيد والتفاهم. صحيح
أنّ الإمام عليه السلام
منصوب من قبل الله تعالى
وهو خليفة رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم بلا
منازع وصاحب الولاية
الإلهيّة المطلقة، ولم
يدع أيّ وسيلة إلّا
اتّبعها لإثبات حقّه
المسلّم وليضع الإمامة في
مدارها الصحيح، إلّا أنّه
لم ينهض ولم يثر في وجه
من اغتصب حقّه ولم يستلّ
السيف لأجل ما أصاب
السيدة الزهراء عليها
السلام من ظلم وقهر مع
أنّ هذا الوضع كان قاسياً
مرّاً عليه وقد أشار إلى
ذلك في خطبته الشقشقيّة.
نعم سكت الإمام عليه
السلام عن كل ذلك لأجل
مصحلة وهي الحفاظ على إرث
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم والاتحاد بين
المسلمين والحؤول دون
التفرقة بين المسلمين10.
عوامل الوحدة
ألف ـ الأخوّة الإيمانيّة
والإسلاميّة
جعل الإسلام في عصر
البعثة من الناس
المتفرقين والمختلفين
والمتقاتلين، جبهة واحدة
مقابلة للشرك والكفر
والنفاق وكان هذا الاتحاد
والانسجام تحت لواء
التوحيد وقيادة رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
عاملاً مهمّاً في
انتصارهم على كافّة
الأعداء وأشدّهم مخالفة
للإسلام. وفي العديد من
الحالات كانت الأخوّة
الإيمانية دليلاً على
الاتحاد وعلى أساس ذلك
كانت الدعوة إلى الوحدة
والتعاون ومساندة
المؤمنين.
جاء في القرآن الكريم:
﴿إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ
فَأَصْلِحُوا بَيْنَ
أَخَوَيْكُمْ﴾11.
عندما هاجر الرسول الأكرم
صلى الله عليه وآله وسلم
إلى المدينة دوَّن
منشوراً أساسيّاً عُرف
بصحيفة المدينة، يقوم على
أساس تعاليم القرآن
الكريم، وحّد من خلاله
القبائل المختلفة ـ وألّف
أمة واحدة تتمحور حول
الإيمان بالله والآخرة
والعمل الصالح بدل
القوميّة والعنصريّة12.
يقول الإمام الخمينيّ قدس
سره: "الإسلام هو الذي
جمع الجميع مع بعضهم
البعض والإسلام هو الذي
نصركم والإسلام هو الذي
يهيِّئ السعادة لكافّة
البشر"13،
ويقول في مكان آخر:
"هذا من ألطاف الإسلام أن
يجتمع كافّة الأخوة من
السنّة والشيعة فلا يكون
بينهم أيّ اختلاف...
أتمنى أن تستمرّ هذه
الروية"14.
وخاطب
الإمام الخمينيّ قدس سره
المسلمين العرب في لقاء
مع إحدى الصحف العربيّة
قائلاً: "تعالوا
واتركوا الخلافات جانباً
قدّموا أيدي الأخوّة
لبعضكم البعض مع كافّة
الأخوة والمسلمين غير
العرب، واجعلوا الإسلام
هو معتمدكم الوحيد.
ويمكنكم من خلال الذخيرة
الإلهيّة والمعنويّة
والتي هي الإسلام أن
تؤلّفوا قوّة لا تفكّر
القوى الكبرى بالتسلّط
عليكم على الإطلاق"15.
ب ـ التقوى والفضيلة
عندما يتوجّه أفراد
المجتمع نحو كلمة التوحيد
ويلتزمون بالأوامر
الإلهيّة، تشيع بينهم
التقوى والفضائل العالية.
وعندما تنتشر مكارم
الأخلاق والخصال الحميدة
في المجتمع ويتمّ إحياء
السنن بالاعتماد على
الإيمان والتقوى، يزول
التفوّق القوميّ والعرقيّ
والامتيازات الكاذبة.
يرفض الرسول الأكرم صلى
الله عليه وآله وسلم في
حديث الأفضليّة القوميّة
ويدعو الناس إلى الإله
الواحد والأفضلية الناشئة
من التقوى: "أيّها
الناس إنّ ربّكم واحد
وأباكم واحد كلكم لآدم
وآدم من تراب إنَّ أكرمكم
عند الله أتقاكم وليس
لعربيّ على عجميّ فضل
إلّا بالتقوى"16.
تحدّث الرسول الأكرم صلى
الله عليه وآله وسلم بهذه
العبارات في حجّة الوداع.
ج ـ الحضور في التجمّعات
العباديّة السياسيّة
كلّما كان أداء التكاليف
الدينيّة يصدر عن إخلاص
وفي الخلوة بعيداً عن
أعين الناس، كانت قيمته
أعلى وكان مؤثراً على
مستوى الارتقاء المعنويّ
للإنسان، ومع ذلك أمر
الإسلام بأداء الصلاة
جماعة وجعل ثوابها أكثر
ممّا يتصوّر في غير ذلك،
لأنّ حضور المسلمين مع
بعضهم البعض يساهم في
اطلاعهم على أوضاعهم
وتقترب قلوبهم من بعضهم
و....
صلاة
الجماعة هي اجتماع عباديّ
يوميّ، وصلاة الجمعة هي
اجتماع أسبوعي أعمّ حيث
يجب على إمام الجمعة
تلاوة خطبتين بدل
الركعتين يتحدث فيهما
بالمواعظ، ويتناول مسائل
العالم الإسلاميّ. ويبين
خطط المستكبرين للنيل من
العالم الإسلاميّ. وصلاة
العيدين هي اجتماع آخر
يقام مرّة في السنة.
والأعمّ والأهمّ من ذلك
برنامج الحجّ الواجب على
كلّ مسلم عند القدرة
البدنية والمالية. ويؤخذ
بعين الاعتبار في هذه
العبادة العظيمة الزمان
الواحد والمكان الواحد
واللباس الواحد.
يتحدّث الإمام عليّ عليه
السلام مشيراً إلى فلسفة
بعض العبادات الإسلامية
كالحجّ ويقول: "والحج
تقوية للدين (أو: تقربة
للدين)"17
والمقصود واحد.
يقول الشهيد مطهّري رحمه
الله في هذا الخصوص:
"إذا كان مفهوم الكلام
أنّ فلسفة الحج، هي تقوية
الدين، فالمقصود عندها
أنّ اجتماع الحج يجعل
العلاقات بين المسلمين
أكثر استحكاماً وإيمانهم
أكثر قوّة وبهذه الوسيلة
يقوى الإسلام. وإذا كان
مفهوم الكلام أنّ فلسفة
الحج، هي القرب إلى
الدين، عندها يكون
المقصود هو تقريب قلوب
المسلمين والنتيجة تقوية
الإسلام"18.
يقول الإمام عليّ عليه
السلام حول بيت الله:
"جعله سبحانه وتعالى
للإسلام علماً"19.
يعتقد الشهيد مطهّري كما
أنّ الأعلام تكون رمز
الاتحاد ووحدة الأمم
وعلامة التضامن فيما
بينهم ورفعها علامة على
حياة تلك الأمم، كذلك
الكعبة بالنسبة إلى
الإسلام20.
يوصي الإمام القائد حفظه
الله في هذا المجال
ويقول: "الحجّ يمكنه
إحياء روح
التوحيد في القلوب، ويصل
أوصال الأمّة الإسلاميّة
الكبيرة، ويعيد للمسلمين
عزّتهم وينجيهم ممّا
يشعرون به من حقارة وذلّة
فرضاً عليهم"21.
د ـ المسجد
المساجد منذ فجر الإسلام،
مركز للعبادة والعلاقة مع
الله وتلاوة القرآن، وهي
أماكن تواصل القوى
المسلمة على مستوى الحركة
الدينيّة والتبليغيّة
ومواجهة المعاندين وإزالة
آفات التوحيد.
يقول الإمام الخمينيّ قدس
سره: "... بما أنّ
الأمّة قد أدركت سرَّ
الانتصار وأدركت بوعي أنّ
التعبئة العامّة تبدأ من
المتاريس الإلهيّة
المساجد والمنابر
والمحافل الدينيّة، لذلك
يجب حفظ هذه المتاريس
الإسلاميّة، يجب إقامة
هذه الاجتماعات في
المساجد والمحافل الدينية
بعظمة أكبر"22.
هـ ـ الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر
أشرنا إلى أنّ الله تعالى
أوصى المسلمين في الآية
103 من سورة آل عمران:
التمسك بحبل الله وعدم
التفرق وحذّرهم في الآية
105 من السورة عينها
فقال:
﴿وَلاَ
تَكُونُواْ كَالَّذِينَ
تَفَرَّقُواْ
وَاخْتَلَفُواْ مِن
بَعْدِ مَا جَاءهُمُ
الْبَيِّنَاتُ
وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ
عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.
وتوضح الآية 104 من
السورة نفسها والواقعة
بين الآيتين المتقدّمتين:
﴿وَلْتَكُن
مِّنكُمْ أُمَّةٌ
يَدْعُونَ إِلَى
الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنكَرِ﴾23.
يبيّن القرآن الكريم أنّ
الحفاظ على وحدة المجتمع
يتمّ من خلال الدعوة إلى
الصلاح والأمر بالمعروف
والمنع عن القبائح. وإذا
ساد المجتمع حالات الأمر
بالمنكر، تغرب عنه
الفضائل والمكارم.
* من كتاب روضة المبلغين (3)، سلسلة روضة المبلغين، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
1- تعليقات
الشهيد مطهري، ج1، ص202 ـ 217.
2- سورة آل عمران، الآية: 103.
3- سورة الشورى، الآية: 13.
4- صحيفة نور، ج6، ص89.
5- في البحث عن الطريق من كلام الإمام، ج15، ص152.
6- المصدر نفسه، ص121.
7- أمالي الشيخ الصدوق، ص297.
8- الكافي، ج1، ص403.
9- نهج البلاغة، الخطبة 127.
10- نهج البلاغة، الرسالة 62.
11- سورة الحجرات، الآية: 10.
12- مسيرة ابن هشام، ج1، ص501.
13- في البحث عن الطريق من كلام الإمام، ج15، ص129.
14- المصدر نفسه، ص107.
15- المصدر نفسه، ص146.
16- تحف العقول، ص34.
17- نهج البلاغة، الكلمات القصار، الحكمة 244.
18- تعليقات الشهيد مطهري، ج2، ص215.
19- نهج البلاغة، الخطبة 1.
20- تعليقات الأستاذ مطهري، ج2، ص216.
21- صحيفة كيهان، العدد 19939.
22- صحيفة اطلاعات، العدد 22578، 19.
23- سورة آل عمران، الآية: 104.