الأسطورة على وزن أفعولة من سطر، والسطر هو الإصطفاف والنظم، في كتابة وغيرها، وقد
ورد هذا المعنى في قوله تعالى: {كان ذلك في الكتاب مسطورا}[1]، وقوله تعالى:
{والطور وكتاب مسطور في رق منشور}[2].
فالأسطورة أعم من أن تكون خيالا شعبيا، أو حقيقة واقعة ثابتة، لأن الملاك فيها
الكتابة والنظم والإصطفاف بصورة مرضية.
وأما الخرافة فهي من الخرف، والخرف هو الفساد، ومنه الخريف أحد الفصول الأربعة، لما
فيه من فساد الخضرة ويباس الأشجار والنباتات، وإذا نسب إلى الإنسان كان بمعنى فساد
عقله، والفساد لا يعني عدم بقاء شيء صالح فيه، فالخرافة في الكلام هي الحديث
المشتمل على الكذب[3].
ولازم ذلك أن تشتمل الخرافة على بعض الحقيقة، ولكنها مخلوطة بغيرها، من الخيالات
والأوهام، التي ينتجها العقل البشري، فإذا أمكن الفصل بينهما، وإرجاع كل منهما إلى
أصوله وجذوره، أمكن الوصول إلى الرأي الصحيح وإثباته.
سماحة الشيخ حاتم اسماعيل
[1] سورة الإسراء،
آية:58
[2] سورة الطور، آية:1-3
[3] لسان العرب، ابن منظور، ج4، ص71