الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات
العوامل الخارجية لظهور العلمانية في العالم الغربي
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

باسمه تعالى



بداية، المقصود من العوامل الخارجية مجموعة الشروط والظروف السياسية والثقافية الخاصة التي ساهمت في رشد ونمو وتطور العلمانية. وفيما يلي نشير إلى أربع مسائل:

ألف- الاختلاف بين الدولة والكنيسة:
إن النزاعات والخلافات الذي حصلت بين البابا والسلطة الفرنسية أدت إلى الحد من سلطة البابا حيث كانت سلطتة غير محدودة، وهذه المنازعات أدت إلى تغيير في سلطته.

كذلك يمكن الاشارة إلى النزاع الذي حصل بين "جان الثاني والعشرون" و"لوي باوير" حيث أدى الأمر إلى ظهور عقيدة عدم استقلال البابا، وساهم أيضاً في ازدياد الأصوات المنادية بعدم حاجة المجتمعات البشرية إلى بسط سلطة البابا وبالتالي المناداة بالعلمانية. وقد أدى الأمر في النهاية إلى اتباع عقيدة توماس آراس (القرن 16) القائلة بأن على الدولة أن تمتلك حق الرئاسة على الكنيسة، وبالتالي الكنيسة تابعة للدولة. وهذا يعني الحد من سلطة الكنيسة وحصر دور القساوسة فيما يتعلق بالعالم الآخر.1

ب- حركة الاصلاح الديني:
لعبت حركة الإصلاح الديني دوراً مؤثراً في وجود العلمانية في الغرب وهي عبارة عن حركة تهدف إلى التقليل من دور الدين في الحياة.

يعتبر مارتن لوثر (1483- 1546) من طلائع هذه النهضة حيث كان يعمل من أجل اصلاح الدين وإحلال نوع من الانضباط في الكنيسة، فقدم آراءً جديدة حول المسيحية. ومن جملة الأصول التي وصل إليها، الفصل بين الدين والسياسة حيث اعتبر أن الملوك يحصلون على سلطتهم من الله تعالى مباشرة وما على رجال الدين إلا الاهتمام بالأبعاد المعنوية والروحية.

وقد ساهمت حركة الإصلاح الديني في تزلزل سلطة الكنيسة وظهور فلسفة سياسية جديدة أدت في النهاية إلى نوع من الحرب بين الفرق الدينية وبالتالي زوال قدرة وسلطة الدين وظهور العلمانية.2

ج- الفساد المالي والأخلاقي للكنيسة:
أدى الفساد المالي والأخلاقي لقساوسة الكنيسة إلى حذف الكنيسة عن الساحة السياسية والاجتماعية. لقد عمل القساوسة بكامل قوتهم وعبر طرق وأساليب متعددة للحصول على ثروات طائلة. ومن جهة ثانية كان الكثير منهم غارقون في المفاسد والمنكرات. وهكذا أصبح الناس يبتعدون عن الكنيسة بمجرد اطلاعهم على هذه الأمور.

ذكر ويل ديورانت في كتابه تاريخ الحضارة نماذج متعددة للفساد المالي والأخلاقي الذي كان يحيط بالقساوسة، نشير إلى بعض منها: يقول القديس برناردنيو: "بما أن الكثير من الناس يشاهدون ما عليه الرهبان والقساوسة من وضاعة وحب للدين، لذلك نراهم بدأوا يفقدون إيمانهم".3

يتحدث ديت نورنبرغ في لائحة أصدرها عام 1522 حول تمركز الثروات يقول: "لقد جمعت الكنيسة نصف ثروة الألمان وخمس أو ثلاثة أرباع ثروة فرنسا وهناك ثلث أراضي بريطانيا تعود إليها".4

يقول جان يروميار: "إن جميع القساوسة غارقون في عبادة البطون وعدم الطهارة. ولذلك تحولت مجامع الرهبان إلى أماكن للفحشاء والمفسدين...".5

د- الخشونة في الكنيسة:
إذا كان ينبغي على هداة الدين أن يكون أكثر استعمالاً للعطف والرأفة والمحبة وأن يتعاملوا مع الناس باحترام وتواضع فإن آباء الكنيسة كانوا يتعاملون بنهاية الخشونة، حتى أن المفكرين والمثقفين كانوا لا يجرؤون على إظهار ما يخالف الكنيسة، بل كانوا مجبرين على التفكير بما يرضي الكنيسة فقط. وقد شاع هذا النوع من التعامل بين القرون 12 إلى 19 ميلادي في كل من فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، هولندا، البرتغال، النمسا وإسبانيا.6

في هذا الاطار شكلت الكنيسة محكمة بهدف "تفتيش العقائد" استعملتها للقضاء على المعارضين. وكان لها قوانينها الخاصة والتي كانت تلزم إحضار المخالفين وأصحاب البدع واستعمال أنواع التعذيب وأكثرها نفرة...7

في العام 1401م أصدر هنري الرابع في بريطانيا أمراً بإحراق أصحاب البدع وذلك بطلب من الكنيسة. وقد ذكر ويل ديورانت تقريراً عن ضحاياه: "من العام 1480 إلى العام 1488، تم احراق 8800 شخص وحكم 96494 شخص بأحكام مختلفة.

من العام 1480 إلى العام 1808 تم احراق 31912 شخص وحكم على 291450 شخص بأحكام مختلفة".8

* أكبر أسد علي زاده


1- فلسفة الدين، ص243.
2- فلسفة السياسة، ص66 ـ 67 نقلاً عن كتاب "حركة الحرية في أوروبا" للكاتب هارولد لاسكي، ترجمة رحمة الله مقدم مراغه اي، طهران، نشر خوارزمي، 1384هـ.ش، ص14.
3- تاريخ الحضارة، ج6، ص19.
4- المصدر نفسه، ص20.
5- المصدر نفسه، ص24.
6- راجع: مجموعة الآثار، ج1، ص488.
7- تاريخ الحضارة، ج18، ص349 و351.
8- المصدر نفسه، ص360.

01-02-2012 | 01-29 د | 2881 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net