وظائفنا اليوم
نحن نمتلك اليوم أكبر وأهم المراكز الدينية للتبليغ. ولكن السؤال هو: ـ"كيف يمكننا اليوم الاستفادة من المساجد بما يتناسب مع الظروف الزمانية؟" في الجواب يجب رعاية الأمور الآتية:
1 ـ إيجاد الجاذب
إن أول المسؤوليات التي يجب أن نطّلع بها على مستوى هداية جيل الشباب هو إيجاد الجاذبية. وعندما نطرح هذا البحث يخرج الكثيرون ليطرحوا مسائل عديدة تحت عنوان مسائل جاذبة للشباب ولكنها خاطئة حيث يجعلون مكانها خارج المسجد. لذلك نقول يجب التفكير ملياً عندما نرغب بايجاد الجاذبية على أساس دين الإسلام. يجب عدم الاشتباه فلا نجعل الجاذبية هي الهدف. لأن الهدف هو الدعوة إلى الحق التي تشكل الموضوعية لنا. بناءً على ما تقدم يجب أن يكون الطريق الذي نختاره للدعوة إلى الحق متناسباً مع الدعوة.لا يمكن جذب الشباب إلى المسجد بأي طريق ووسيلة، بل يجب البحث عن طرق إيجاد الجاذبية الدينية في الكتاب والسنّة وتجارب علماء الدين حتى لا يتحول المسجد بعد مدة إلى مركز لا صلة بينه وبين المسجد.
يمكن اللجوء إلى عدد من الوسائل لإيجاد الجاذبية في المسجد من جملة ذلك إقامة جلسات الحوار الديني، جلسات السؤال والجواب، المسابقات بالأخص تلك التي تتمحور حول نهج البلاغة والقرآن وسيرة أهل البيت (عليهم السلام). وكذلك يمكن دعوة الطلاب والتلامذة إلى المسجد وإقامة مراسم خاصة بهم." وإقامة البرامج العبادية والدروس التربوية والسهرات القرآنية في شهر رمضان المبارك لا سيما إحياء ليالي القدر العظيمة".
2 ـ حل مشاكل الناس
المسجد هو واحد من الأماكن التي يمكن استخدامها لحل مشاكل الناس، حيث يجب على إمام المسجد ومعاونوه القيام بهذه المهمة. هنا ينبغي أن يشعر الناس بأن المسجد ليس مكاناً للصلاة فقط، بل هو مكان تطرح فيه مسائل ومشاكل الناس للوصول إلى حلول مناسبة.
3 ـ المشاورة
ينبغي أن يتخذ إمام المسجد مكاناً خاصاً في المسجد أو إلى جانبه يحضر إليه في أوقات محددة حيث يتوافد الناس إليه للاستشارة والمشاورة في أمور حياتهم وقضاياهم الدينية. والزواج من جملة الأمور التي يمكن الاستشارة والبحث حولها مع إمام المسجد، حتى أن الاستخارة التي يقوم بها إمام المسجد واحدة من أساليب الارتباط مع الناس.
4 ـ رفع الاختلافات
العدالة من جملة شروط إمام الجماعة. والشخص العادل يمكنه العمل بشكل جدي لرفع الاختلافات بين الناس.
5 ـ مركز خير للحكومة الإسلامية
لعب المسجد في القديم دوراً كبيراً في مسألة مواجهة الظلم. وهناك جزء كبير من الانجاز الكبير الذي تحقق في الوقت الحاضر والذي تمثل بانتصار الثورة الإسلامية، مرهون للمسجد. فالمسجد كان مركزاً لمواجهة الظلم الذي أدى إلى انتصار الثورة لذلك يجب أن يكون مركز خيرٍ للحكومة الإسلامية. ومن هنا ينبغي أن يبقى المسجد محلاً لمصارحة الآخرين بالأخطاء والإشكالات وتذكير البعض بما ينبغي عليهم القيام به والعمل بشكل مجموعي للدفاع عن الحكومة الإسلامية.
6 ـ اكتشاف الاستعدادات
هناك في كل منطقة الكثير من الاستعدادات المجهولة، لذلك يمكن للمسجد أن يلعب دوراً كبيراً في الكشف عن هذه الاستعدادات وإظهارها إلى العلن.
7-تعالوا لإعمار المساجد
يقول الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللهَ﴾1. والعمارة هنا يراد بها العمارة والبناء المعنوي وكذلك المادية والظاهرية.لذلك يمكن لكل شخص أن يلعب دوراً ما في إعمار المسجد. وعلى هذا الأساس فإعمار المسجد من جملة وظائف ومسؤوليات المؤمنين. نرجو الله تعالى التوفيق للجميع في هذا الطريق.لا سيما وقد اقبل علينا شهر الله تعالى شهر رمضان فأي إعمار للمساجد أفضل وأنمى في موسم شهر الله.
مجلة مبلغان
1-التوبة:18