تبرك الملائكة بلباس الإمام عليه السلام
في أحد الأيام نظرت السيدة الزهراء عليها السلام إلى المهد الذي كان الإمام عليه
السلام بداخله فلم تجده، اضطربت من ذلك وبحثت عنه فبشرها رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم أن الملائكة في السماء أرادت التبرك بلباسه.
حيازته مربين من نوع خاص
بما أن الإمام الحسين عليه السلام خامس أصحاب الكساء فقد تربى على أيدي الطاهرين
أمثال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والإمام أمير المؤمنين عليه السلام وفاطمة
الزهراء عليها السلام والإمام الحسن عليه السلام. لذلك ورد عن لسانه عليه السلام:
من له جدّ كَجدِّي في الورى***أو كَشيخي فأنا ابن القمرين
فاطمة الزهراء أمي وأبي***قاصمُ الكفر ببدرٍ وحنين
عَبَدَ الله غلاماً يافعاً***وقريش يعبدون الوثنين
يعبدون اللاَّت والعزّى معاً***وعليٌّ كان صلّى قبلتين1
فداء إبراهيم -ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم-
للإمام الحسين عليه السلام
روى أبو العباس قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى فخذه الأيسر ابنه
إبراهيم، وعلى فخذه الأيمن الحسين بن علي، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم تارة
يقبل هذا وأخرى يقبل هذا، إذ هبط عليه جبرائيل بوحيّ من ربّ العالمين، فلما سرى عنه
قال: أتاني جبرئيل من عند ربي فقال لي: "يا محمد إنّ ربّك يقرؤك السلام، ويقول
لك: لستُ أجمعهما لك، فَافْدِ أحدهما بصاحبه"، فنظر النبي صلى الله عليه وآله
وسلم إلى إبراهيم فبكى، ثم قال: "إن إبراهيم متى مات لم يحزن عليه غيري، وأمُّ
الحسين فاطمة وأبوه عليّ ابن عمي لحمي ودمي، ومتى مات حزنت ابنتي وحزن ابن عمي،
وحزنت أنا عليه، وأنا أوثر حزني على حزنهما، يا جبرئيل يقبض إبراهيم، فديت الحسينَ
بإبراهيم، وقُبض إبراهيم بعد ثلاث، فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا رأى
الحسين مقبلاً قبله، وضمّه إلى صدره، ورشف ثناياه، وقال: فديت من فديته بابني
إبراهيم"2.
فضائل الإمام الحسين عليه السلام في الكلام الإلهي
يعتقد البعض بوجود عدد كبير من الآيات القرآنية التي تنطبق على الإمام الحسين عليه
السلام سواء بشكل خاص أو عام ومطلق وقد عَدّها البعض 128 آية وعَدّها آخرون 250 آية3.
وقد ذكر البعض أسماء هذه الآيات ومن جملتها آية المباهلة4، وآية التطهير5،
وآية ذو القربى6، وآية الإطعام7، وبعض آيات سورة الفجر. يقول
الإمام الصادق عليه السلام: "اقرؤوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم فإنها سورة
الحسين بن علي عليه السلام وارغبوا فيها رحمكم الله تعالى". وكان أبو أسامة
حاضراً فسأل الإمام عليه السلام: كيف تكون هذه السورة مختصة بالإمام الحسين عليه
السلام. أجابه الإمام عليه السلام: "ألا تسمع إلى قوله تعالى:
﴿يَا أَيَّتُهَا
النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾
إنما يعني الحسين عليه السلام فهو ذو النفس المطمئنة الراضية وأصحابه من آل محمد
صلى الله عليه وآله وسلم هم الراضون عن الله يوم القيامة وهو راض عنهم"8.
السلام علي الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين عليه السلام.
* مجلة مبلغان
1- بحار الأنوار، ج45، ص47.
2- حياة الحسين، ج1، ص95.
3- راجع: الحسين في القرآن، السيد محمد واحدي.
4- سورة آل عمران، الآية: 61.
5- سورة الأحزاب، الآية: 23.
6- سورة الشورى، الآية: 23.
7- سورة الإنسان، الآيتان 7 و8.
8- تأويل الآيات، ج2، ص796.