الإمام الحسين عليه السلام خازن وحي الله
ذكرت العديد من الأحاديث القدسية التي تتحدث حول الإمام الحسين عليه السلام تمّ
جمعها في كتاب العوالم، جاء في أحد هذه الأحاديث: "وجعلت حسيناً خازن وحيي وأكرمته
بالشهادة وختمت له بالسعادة، فهو أفضل من استشهد وأرفع الشهداء درجة وجعلت كلمتي
التامة معه وحجتي البالغة عنده بعترته أثيب وأعاقب"1.
مظهر صفات الأنبياء
الإمام الحسين عليه السلام هو الإنسان الكامل وهو مظهر صفات الله وصفات أنبياءه
العظام. وفيما يلي نشير إلى بعض ذلك.
الإمام عليه السلام كالأنبياء في مسألة هداية الناس
جاء في القرآن الكريم حول أنبياء الله:
﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ
بِأَمْرِنَ﴾2 وجاء في حديث عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال:
"إن
الحسين... مصباح الهدى وسفينة النجاة"3.
الإمام عليه السلام كالأنبياء لا يخشى أحداً إلا الله
جاء في القرآن الكريم حول الأنبياء:
﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ
وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ﴾4، يقول الإمام الحسين
عليه السلام: "لو لم يكن في الدنيا ملجأٌ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية"5.
ويقول حول يزيد بن معاوية(لع): "يزيد رجل شارب الخمر، قاتل النفس المحترمة، معلن
بالفسق ومثلي لا يبايع مثله"6.
الخوف عند الإمام الحسين عليه السلام ذو قيمة رفيعة لأنه خوف من الله تعالى فقط لا
من أيّ أحدٍ غيره، يقول الإمام عليه السلام في دعاء عرفة: "اللهم اجعلني أخشاك كأني
أراك".
الإمام الحسين عليه السلام كالأنبياء في مسألة الجهاد والشهادة
يقول الله تعالى في القرآن الكريم:
﴿وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ
رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ﴾7 وقد لُقب الإمام الحسين عليه السلام بسيد الشهداء وكان يُعرف
الحمزة بهذا الاسم إلى ما قبل حادثة عاشوراء.
الإمام عليه السلام كالأنبياء في مسألة التوكل على الله تعالى
جاء في القرآن الكريم على لسان الأنبياء:
﴿وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى
اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَ﴾8 وجاء في عبارة مشهورة عن الإمام الحسين عليه
السلام: "اللهم أنت ثقتي".
الإمام عليه السلام كالأنبياء في مسألة الصبر
جاء في القرآن الكريم حول الأنبياء:
﴿كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ﴾9. وقال الإمام
الحسين عليه السلام: "صبر على بلائك".
الإمام الحسين عليه السلام كالأنبياء في إحياء مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر
يقول الله تعالى:
﴿وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ
فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾10 وتعتبر هذه الفريضة من أبرز أهداف ثورة عاشوراء،
يقول الإمام عليه السلام: "أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر"11.
الإمام عليه السلام كالأنبياء في وجوده على رأس المعارضين للطاغوت
يقول الله تعالى حول الأنبياء:
﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً
أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾12. والإمام الحسين عليه السلام
لم يهادن ولم يبايع الطاغوت في زمانه وقال: "مثلي لا يبايع مثله"13.
الإمام عليه السلام كالأنبياء على مستوى تعليم الناس وتربيتهم ودفعهم نحو التزكية
وإخراجهم من وادي الجهل والضلال. يقول الله تعالى في القرآن الكريم:
﴿هُوَ الَّذِي
بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ
وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ
لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾14 ونقرأ في زيارة الأربعين: "وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك
من الجهالة وحيرة الضلالة"15.
* مجلة مبلغان
1- أصول الكافي، ج2، ص472، الحديث 3.
2- سورة الأنبياء، الآية: 73.
3- بحار الأنوار، ج36، ص205.
4- سورة الأحزاب، الآية: 39.
5- مقتل العوالم، ص54.
6- بحار الأنوار، ج44، ص325.
7- سورة آل عمران، الآية: 146.
8- سورة إبراهيم، الآية: 12.
9- سورة الأنبياء، الآية: 85.
10- سورة آل عمران، الآية: 21.
11- حياة الحسين، ج2، ص264.
12- سورة النحل، الآية: 36.
13- موسوعة كلمات الإمام الحسين.
14- سورة الجمعة، الآية: 2.
15- مفاتيح الجنان، زيارة الأربعين.