الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات
أساليب السيدة زينب عليها السلام التبليغيةح2
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الأساليب التبليغية للسيدة زينب عليها السلام
إذا اعتبرنا أن حادثة كربلاء قد وجدت من خلال الإمام الحسين عليه السلام فإن الذي أحيا هذه الظاهرة وأوضحها وبينها هو السيدة زينب عليها السلام.

واجهت السيدة زينب عليها السلام طريقاً مليئاً بالصعاب في هذه المهمة، حيث كان عليها أن تتحدث بين جماعة كأنَّ آذانهم صمٌ لا يسمعون بها, وأعينهم عميٌ لا يُبصرون، لا بل بين جماعة غارقة في الجهل والحماقة.

وعلى هذا الأساس كان عليها في هذه المرحلة التفكير مليّاً واتخاذ القرارات والاستفادة من الفرص لتوقظ الناس من غفلتهم وتقدم لهم المعرفة والوعي ليشعروا بالمسؤولية وهذا يعني إعدادهم للثورة لاحقاً.لقد أدّت خطابات وكلمات السيدة زينب عليها السلام إلى إفشال المؤامرات المشؤومة التي كان يخطط لها اليزيديون.

أما أهم السياسات والأساليب التبليغية التي اتبعتها السيدة زينب عليها السلام:
1 ـ البكاء وإقامة مجالس العزاء
بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه، بدأت السيدة زينب عليها السلام تتحرك حول الأجساد الطاهرة، وتقول: "وأخاه واسيداه وا أهل بيتاه. ثم قالت: ليت السماء أطبقت على الأرض وليت الجبال تدكدكت على السهل"1.

وعندما اقتادوها أسيرة وعبروا بها من أمام الأجساد الطاهرة باقتراح من الشمر اللعين، انحنت السيدة زينب عليها السلام أمام جسد أبي عبد الله عليه السلام وقالت: "يا أخي لو خُيّرت بين الرحيل والمقام عندك لاخترت المُقام عندك ولو أنّ السباع تأكل من لحمي"2.

وروى البعض أنها توجهت في هذه الأثناء نحو المدينة، ثم قالت: "وا محمداه صلى عليك ملائكة السماء، هذا حسين مرمل بالدماء مقطع الأعضاء وبناتك سبايا"3.يقول الراوي أنها كانت تبكي بأسلوب جعلها كما يقول البعض: "فأبكت والله كل عدوٍّ وصديق"4.

كانت تريد منهم أن يدركوا الجريمة والجناية التي ارتكبوها، وأرادت منهم أن يدركوا بأن هذه المعركة كانت معركة مع القرآن والنبي صلى الله عليه واله وسلم. وأرادت أن توقظ عواطف وأحاسيس الناس وتشجعهم على القيام والثورة ضد الظالمين اليزيديين.

عندما كانت السيدة زينب عليها السلام في الشام أقامت في منطقة يطلق عليها "دار الحجارة" مراسم عزاء على شهداء كربلاء، وكان لهذا المجلس من الآثار أن دفع المشاركين إلى التفكير بمهاجمة يزيد وقتله5. وبعد تحمل كل المصائب التي وقعت في كربلاء، نرى السيدة زينب عليها السلام تعود إلى المدينة لتقيم مراسم العزاء في مدينة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، واستمر هذا الوضع حتى فهمت القبائل والعشائر ما جرى في كربلاء وبدأ البعض منهم يفكر بالانتقام لشهداء كربلاء6.

2 ـ الخطابة
عندما وصلت قافلة الأسرى إلى الكوفة تجمع الناس كباراً وصغاراً ونساءً ورجالاً عند البوابات والمعابر فاستجمعت السيدة زينب عليها السلام قواها ونظرت إلى الناس، فسكت الجميع فبدأت الخطابة وبكلمات وجمل دقيقة وقوية، قالت: "الحمد لله والصلاة على أبي محمد وآله الطيبين الأخيار، أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر أتبكون؟ فلا رقأتِ الدمعة ولا هدأت الرنة، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون إيمانكم دخلاً بينكم، ألا وهل فيكم إلا الصَّلف والنطف والصَّدر الشنف وملق الإماء وغمز الأعداء وهل أنتم إلا كمرعى على دمنةٍ أو كفضة على ملحودة..."7.

تحدثت في البداية عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم وعبرت عنه بكلمة أبي حيث أرادت بذلك تعريف الآخرين بالأسرى الموجودين في القافلة لتتضح النسبة بينها وبين النبي صلى الله عليه واله وسلم . ثم أشارت إلى نقطة هامة تؤكد فيها على نقطة الضعف عند أهل الكوفة أي النكث بالعهود، حيث أرادت بذلك إخبارهم بخصالهم، لقد بدل خطابها الموقف حتى ضجت الكوفة بالصراخ والعويل. ورسمت السيدة زينب عليها السلام صورة أخرى عن القيامة جعلتها ماثلة أمام أعين الناس: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا8. ولم تكتفي السيدة زينب عليها السلام بمخاطبة أهل الكوفة بل تحدثت في دار الإمارة أمام بن زياد بجرأة وقوة. وعند وصولها إلى الشام تحدثت بجرأة أمام يزيد موضحة ما اقترفته يده وفاضحة إياه أمام الملأ.
مجلة مبلغان


1-بحار الأنوار، ج6، ص54.
2-معالي السبطين، ج2، ص55.
3-عزاء آل محمد، ص393.
4-معالي السبطين، ص31؛ بحار الأنوار، ج45، ص59؛ نفس المهموم، ص210.
5-الجزائري، السيد نور الدين، الخصائص الزينبية، ص296.
6-عماد زاده، حسين، زينب الكبرى عليها السلام ، ص150.
7-ترجمة اللهوف، 146 ـ 148.
8- الفرقان: 25.

08-01-2014 | 14-16 د | 1763 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net